** موضي التي وقفت بعصاها تهاجم الإرهابي المتسلل يظن أنه سيجد امرأة (خِدعة) وهي في لهجة نجد المرأة المنكمشة على نفسها ضعفاً.. فوجد امرأة من بقايا نسوة الريف والبوادي تجالد وتكابد وتثق بكونها إنساناً يمتلك أداته التي يستعملها في البقاء وصراعه معه..
** نسوة أعرفهن جيداً.. نشأت بينهن وسمعت حكاياتهن.. لم يلكن الشكوى ولم ينادمن نميمية الرجال..
كن بشراً يعيش ويختار ويركب راحلته حين يضيق بالآخر- الزوج.. ويقطعن الفيافي والقفار على ناقة (منقطعة) فقط لكي لا يعاقرن الضيم والهوان..
* نسوة قرار واختيار.. وحشمة.. ونخوة..
أعرفهن.. لم يبكين بصمت.. ولم يصبرن على لجاجة الرجل (الضعيف) بل كن يبحثن دائماً عن حياة تليق بهن ويجدنها لأن الرجال (الكرام) كثيرون..
** في إحدى المدارس روت الصحف قبل مدة أن شابا تخفى بزي امرأة ودخل المدرسة وحين افتضح أمره صخبت المدرسة بتلميذاتها ومعلماتها بالصراخ بل وحدث إغماء في بعض الفصول التي عبرها الشاب راكضاً..
أي نسوة هؤلاء.. شاب أعزل متخفٍ في عباءة.. لا تستطيع مائة امرأة إمساكه والتعامل معه وتأديبه قبل أن يفزع بقية الفصول..
** نسوة المدينة لا يشبهن موضي..تعلمن أنهن كائنات ضعيفة وأنهن فرائس وأن الرجل ذئب ينهش له فكَّان خرافيان لا تستطيع المرأة الوقوف في وجهه حتى لو كانت في موقف القوة وهو في موقف الضعف..
** ليس هناك فرق بين التربية النسوية القوية التي تعلمها أنها امرأة تحتاج للقوة والثقة بالنفس لكي تحمي نفسها ولكي تعيش بعزة وأنفة..
القوة التي لا تتنافى مع الأنوثة والرقة والجمال والأناقة والحياء والحشمة..
القوة التي تشع من الداخل فتعطي المرأة سحراً أخاذاً يعرفه الرجل الحقيقي ويقدره..
** موضي لا تشبه هؤلاء الضعيفات اللاتي يستيقظن وينمن على غيمة الرجل وظلمه وضعف النساء وقهر النساء.. وحكاية الذئب الذي يعوي في ظلمة الليل في الأشرطة التي توزع على حقائب التلميذات..
** تراكم مهول لإضعاف النساء وتتباعد بينهن المسافات عن موضي وعن وسمية التي أعرفها..
تلك البدوية الضاجة بالأنوثة والرجولة معاً.. فتتخلق أمامك كائناً خرافياً أبهر نسوة المدينة..
وسمية تقف بسيارتها في إحدى الهجر النجدية أمام مدرسة بناتها صباحاً وتعود لتأخذهن ظهراً دون أن تكتفي بالسائق ومعه زوجته.. تقف بمحاذاة سيارات أزواج (المعلمات) القادمات من المدن الحضرية..
تسمعهم وهم يستعيذون بالله من جرأتها وتسمع همهمات بعضهم في التبليغ عنها..
معلمة ابنتها قالت لها: قولي لأمك عيب تجي عند باب المدرسة بسيارتها (وين حنابه)
نزلت وسمية صباحاً مع ابنتها وحدثت المعلمة.. قالت: العيب حنا نعرفه..
أنا أجيب بناتي وأودي (عيالي لمدرسة العيال) وما أحد قال منهم عيب..
زوجي عسكري في الرياض وهذي ديرتي وديرة بني عمي مافيه بينا غريب نخافه.. وبدال ما تفرحين بي إني أشجع بناتي على المدرسة ومواظبة عليها تقولين عيب.. العيب والله إنك متعلمة ولا تعرفين ظروف الناس وطبايعهم المختلفة.
** وسمية
تشتري البنزين بجيكات وتضعها في حوش منزلها الكبير حتى لا تضطر للذهاب للمحطة ليلاً..
** وسمية لا تقبل أن تتوقف الحياة في بيتها حين يغيب زوجها إنها تصر على أن يبقى كل شيء على ماهو عليه فهي مكتملة النضج بكونها إنساناً يمتلك العقل المناسب لإدارة الصراع مع الحياة من أجل البقاء والإعمار!!!
|