بيونج يانج وسياسة حافة الهاوية

لابد أن بيونج يانج قد شعرت بالارتياح عند سماعها أن الولايات المتحدة ليست لديها أية نوايا لاستخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية كأحد الطرق لإنهاء طموحات كوريا الشمالية في تطوير الأسلحة النووية، كما أنه من المؤكد أنها قد تشجعت لسماعها واشنطن وهي تقول أنها أيضًا ليست لديها أية خطط لتغيير نظام كيم يونج إل.
وقد صرح ريتشارد أرميتاج مساعد وزير الخارجية الأمريكية مؤخرًا لمشرعي كوريا الجنوبية أنه سيكون عملاً غير مسؤول من الولايات المتحدة شنها حرباً انطلاقًا من كوريا الجنوبية أو أي بلد آخر، كما أكد ستيفين هادلي مستشار الأمن القومي المعين بدوره مرارًا وتكرارًا أن هدف السياسة الأمريكية هو (تشكيل النظام) في كوريا الشمالية وليس تغييره.
وقد كانت تلك التصريحات متوقعة من الإدارة الأمريكية طالما أن الرئيس جورج بوش قد تعهد بنفسه أن يحل الصراع النووي في إطار محادثات سداسية، وذلك أثناء لقائه بالرئيس الكوري الجنوبي رو مو هيون في سانتياجو بشيلي الشهر الماضي.
ولكن يتحتم على بيونج يانج عدم الانسياق وراء خداع الذات بأن تعتقد أن الولايات المتحدة لن تتخذ سوى بعض الإجراءات الانتقامية البسيطة في حال استمرارها الامتناع عن العودة إلى مائدة المفاوضات، فالولايات المتحدة وعلى عكس هذا الانطباع الشائع لم تخف نواياها بتضييق قبضتها على بيونج يانج إذا ما فشلت المحادثات السداسية في إنهاء الصراع النووي.
وعندما يتم استنفاد تلك المجهودات الدبلوماسية، فإن واشنطن ربما تقرر رفع الملف النووي الكوري الشمالي إلى الأمم المتحدة أو تطبيق سياسة تهدف إلى احتواء كوريا الشمالية. وسياسة الاحتواء ربما تبدو مغرية للحكومة اليابانية التي تقع تحت ضغوط شعبية شديدة من أجل فرض عقوبات اقتصادية على بيونج يانج، والتي تتهمها اليابان بأنها تخفي معلومات عن مواطنين يابانيين قد خطفتهم منذ وقت طويل.
ومن المؤكد أن بيونج يانج سوف تبذل قصارى جهدها للابتعاد عن حافة الهاوية، وعدم محاولتها اكتشاف حدود الصبر الأمريكي، كما فعلت كثيرًا في السابق.
ويجب على كوريا الشمالية العودة سريعًا إلى المفاوضات السداسية بدلاً من الانتظار حتى بداية الفترة الرئاسية الثانية لبوش في يناير القادم.
يجب على كوريا الشمالية أن تدرك أن الوقت ليس في صالحها على الإطلاق.