* بوينس ايرس - رويترز:
يسعى الاتحاد الأوروبي الذي يمثل مركز الثقل في الحرب ضد ظاهرة ارتفاع درجات حرارة العالم إلى إحداث تخفيضات إجبارية في انبعاثات الغازات المسببة للظاهرة بعد أن ينتهي العمل بمعاهدة كيوتو في عام 2012 على الرغم من معارضة محمومة من الولايات المتحدة.
ويبدأ سريان معاهدة كيوتو بعد شهرين لكن المتفاوضين في المحادثات التي تدور حول التغيرات المناخية التي تنظمها الأمم المتحدة يركزون بإصرار على النظام الجديد الذي سيجري تطبيقه بعد 2012 أي بعد انقضاء أجل، وما سيتم عمله من أجل إشراك الولايات المتحدة التي انسحبت من معاهدة كيوتو.
وقال ستافروس ديماس المفوض الأوروبي لشؤون البيئة في مقابلة مع رويترز ان على الاتحاد الأوروبي التمسك بما يؤمن به من أنه لا بد من الالزام القانوني للحد من الانبعاثات على الرغم من دعوات من بعض الجهات هذا الاسبوع لاتخاذ موقف أقل صرامة.وقال ديماس وهو محام يوناني تولى منصبه قبل أقل من شهر أعتقد ان ما يجب علينا عمله هو محاولة الحصول على موافقة جميع المعنيين على تخفيضات اجبارية.
وأضاف قائلا بالطبع يجب أن نجرب أي شيء آخر في الوقت نفسه، من أبحاث وتكنولوجيا وإجراءات للمواءمة والتكيف، العلم يقول لنا، انه يتعين استخدام كل هذه الوسائل وان التخفيضات ضرورية.
وتلزم معاهدة كيوتو الدول الصناعية مجتمعة على الحد من انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجات حرارة الأرض بنسبة خمسة في المئة بحلول عام 2012 مقارنة مع مستويات عام 1990 وان تقوم بعض الدول باجراء تخفيضات أكثر من الأخرى، ويعتبرها البعض خطوة أولى صغيرة نحو وقف ارتفاع درجات حرارة العالم.وترفض الولايات المتحدة المسؤولة عن 25 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة فكرة التخفيضات الالزامية التي تقول: إنها تحد من النمو، وكان هذا هو السبب الرئيس الذي دفع الرئيس الامريكي جورج بوش للانسحاب من معاهدة كيوتو في عام 2001م.
وأشارت ايطاليا هذا الاسبوع إلى انه ربما يكون حان الوقت لأن يناقش المفاوضون الأهداف الطوعية لما بعد عام 2012 كوسيلة لحث الولايات المتحدة وكل من الصين والهند اللتين تنموان بسرعة وأصبحتا ضمن الخمسة الكبار المسؤولين عن النسبة الاكبر للتلوث في العالم.
لكن ديماس يشك في فعالية هذا التوجه خاصة فيما يتعلق بالدول الصناعية، وقال التخفيضات الطوعية لم تأت بنتائج حتى الآن لذا فنحن في حاجة إلى تخفيضات ملزمة مستهدفة.ورفض الوفد الأمريكي برئاسة بولا دوبريانسكي وكيلة وزارة الشؤون العالمية مناقشة نظام لما بعد عام 2012 هذا الاسبوع قائلة: إنه سابق لأوانه، ودفعت هذه الاعاقة العديد من المشاركين في مؤتمر بوينس ايريس إلى القلق من ان المؤتمر ربما ينتهي (أمس الجمعة) دون تحقيق أي تقدم في المحادثات.
|