* بروكسل - ا. ف. ب:
اتخذ قادة الاتحاد الاوروبي قرارا تاريخيا بفتح باب القارة الاوروبية أمام تركيا عبر إعلان بدء مفاوضات الانضمام معها في الثالث من تشرين الاول - اكتوبر 2005م.
إلا أنه سيتوجب على تركيا خلال هذه الفترة الاعتراف قانونيا بقبرص عبر توسيع اتفاق الشراكة الذي يربط انقرة بأوروبا منذ عام 1963م ليشمل الاعضاء العشرة الجدد في الاتحاد الاوروبي وبينهم قبرص.
وفي الساعة الثانية من فجر أمس الجمعة انتهى لقاء بين رئيسي الوزراء الهولندي والتركي الذي أتاح ليان بيتر بالكنندي أن يعرض لرجب طيب اردوغان قرارات القمة الاوروبية حول بدء مفاوضات الانضمام مع تركيا.
ولدى خروجه من مبنى المجلس الاوروبي، اكتفى اردوغان في ختام الاجتماع الذي استمر ساعتين مع بالكنندي، بالقول للصحافيين الحاضرين (مساء الخير) باللغة التركية.
اما رئيس الوزراء الهولندي فقال (كانت المحادثات واقعية ونحن في الطريق الصحيح). ورفض ان يقول هل هو متفائل بعد هذه المحادثات ام لا، وأضاف (تحدثنا بالتفصيل حول عدد من الجوانب، وسنستأنف محادثاتنا اليوم السبت).
ويبدو ان الطريق لا تزال طويلة امام تركيا للانضمام الفعلي الى النادي الاوروبي.
وستكون المفاوضات المقبلة مع الاوروبيين محددة بشروط عمل القادة الاوروبيين على وضع تفاصيلها خلال اجتماعهم امس الجمعة.
وقال بالكنندي في ختام عشاء عمل مع قادة الدول الـ 25 (نستطيع اطلاق المفاوضات مع تركيا على قاعدة تحليل المفوضية( مشددا على انه (لن تكون هناك ضمانة) ازاء نتيجة المفاوضات.
وكانت المفوضية الاوروبية ايدت في السادس من تشرين الاول - اكتوبر الماضي فتح مفاوضات العام 2005م مع انقرة الا انها ارفقت هذه التوصية بشروط عدة بينها أن تكون هذه المفاوضات عبارة عن (عملية مفتوحة لن تكون نتيجتها مضمونة).
وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل دوراو باروزو (هذا المساء فتح الاتحاد الاوروبي ابوابه امام تركيا).
من جهته قال رئيس وزراء مالطا لورانس غونزي ان حكومات الدول الـ 25 (اتفقت على اعتبار ان الهدف هو انضمام) تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
وحدد القادة الاوروبيون الثالث من تشرين الاول - اكتوبر موعدا لفتح المفاوضات مع تركيا وحتى ذلك التاريخ فإن تركيا تتعهد بالاعتراف قانونيا بقبرص عبر التوقيع على البروتوكول الاضافي لاتفاق انقرة الموقع عام 1963م.
وينص هذا الاتفاق على اتحاد جمركي دخل حيز التنفيذ منذ عام 1996م ولا بد من تعديله حاليا ليغطي أيضا الدول العشر الجديدة في الاتحاد الاوروبي وبينها قبرص.
من جهته قال رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني (اخترنا تاريخ الثالث من تشرين الاول - اكتوبر لإعطاء تركيا الوقت اللازم للاعتراف بقبرص وهو امر ضروري لاننا لا نستطيع الدخول الى عائلة من دون ان نعترف بأحد افرادها).
واعتبر توسيع بروتوكول انقرة ليشمل قبرص مع الدول الاوروبية الجديدة مبادرة ضرورية من جانب تركيا لبدء المفاوضات معها.
وقبل بدء أعمال القمة اعطى اردوغان الانطباع بأن الحل ممكن حول الاعتراف بقبرص عندما اعتبر ان مسألة الاعتراف بنيقوسيا (ستحل) قبل انتهاء اعمال القمة.. وحسب الاتفاق الذي توصل اليه الاوروبيون فإن مفاوضات الانضمام مع تركيا ستبدأ خلال الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي وستستغرق ما لا يقل عن 10 الى 15 سنة، ويمكن ان تعلق في حال تبين ان تركيا لا تتجاوب مع المبادىء الاساسية للاتحاد الاوروبي.
وحتى مساء الخميس لم يكن الزعماء الاوروبيون قد توصلوا بعد الى حل مسألة الاستثناءات الدائمة في بعض المجالات (حرية تحرك العمال الاتراك المساعدات الزراعية والاقليمية) في حال حصول انضمام فعلي لتركيا، وقال بالكنندي (سنناقش هذه الامور بعد ساعات)، وكانت انقرة بدأت سعيها للانضمام الى اوروبا قبل اكثر من اربعين عاما.
واذا كانت غالبية قادة الدول الاوروبية تدعم هذه التطلعات الاوروبية فان البعض منهم يواجه برأي عام معاد في بلاده كما هو الامر حاصل في فرنسا والنمسا.
ومن المتوقع ان تحدد القمة الاوروبية الربيع المقبل موعدا لبدء مفاوضات الانضمام مع كرواتيا وللتوقيع على معاهدة الدخول مع رومانيا وبلغاريا اللتين ستنضمان الى النادي الاوروبي في الاول من كانون الثاني - يناير 2007م.
|