* الدوحة - رام الله - غزة - بلال أبو دقة - الوكالات:
اعتبر محمود عباس أبو مازن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الليلة قبل الماضية ليس جديدا على السياسة الإسرائيلية. وأضاف في اتصال هاتفي مع قناة (الجزيرة) أنه: اذا عدنا إلى الوراء قليلا لوجدنا أن الصفقة التي عقدت في مارس الماضي بين شارون والرئيس الأمريكي جورج بوش لا تخرج اطلاقا عن هذا المضمون؛ اذ تحدثت عن ثلاثة أمور أساسية، الأول هو الانسحاب من غزة وكان هذا البند هو الطعم أما البند الثاني فهو الاحتفاظ بالمواقع الاستيطانية والثالث لا لعودة اللاجئين.
وأشار إلى أن هذين البندين يجحفان تماما بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية ويستبقان الأحداث ويقرران مصير هذه القضايا بمعزل عن المجتمع الدولي، معتبرا أن مثل هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً.
وكان شارون قد قال في خطاب له الليلة قبل الماضية انه اتفق مع الرئيس الأمريكي جورج بوش على انه سيكون هناك استبعاد كلي لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وأشار إلى أن إسرائيل لن تضطر للانسحاب إلى حدود عام 1967 وأن القطع الاستيطانية الكبيرة ستبقى على حالها إلى الابد تحت سيطرتها.
وأعرب أبو مازن عن دهشته ازاء موقف أمريكا التي تقبل مثل هذه القرارات المسبقة والتي تقرر مصير قضايا الشعب الفلسطيني بعيدا عنه، وأكد ابو مازن أن الاستيطان من حيث المبدأ غير شرعي في الأراضي الفلسطينية، أما موضوع اللاجئين فهو حق مشروع للشعب الفلسطيني وقد أقر ووضع مؤخراً في خريطة الطريق ونص عليه القرار 194 بشكل واضح وصريح، وشدد على عدم التنازل عن هذا القرار وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم معتبرا أن أي خروقات لمثل هذه المبادئ الدولية، لا يمكن أن يقبل بها الشعب الفلسطيني.
وأكد تمسك الفلسطينيين بخريطة الطريق والمبادئ التي وردت فيها، معتبرا أن شارون هو العقبة في طريق السلام، وأوضح أن هذا لا يمنع من القيام بالواجب وافهام العالم أن الفلسطينيين جاهزون للسلام الحقيقي المبني على العدل والشرعية الدولية والمضي في السياسة الخاصة بالتهدئة وعدم الالتفات لما يقوله شارون وتركه للمجتمع الدولي لكي يحكم عليه.
ومن جانبه صرح الدكتور غسان الخطيب وزير العمل الفلسطيني في سياق تعليقه على خطاب شارون بأنه لم يأت بجديد على عكس ما كان متوقعا، وأشار إلى ان هذا الخطاب يرمز إلى نية شارون وإسرائيل الاستمرار بنفس النهج ونفس السياسات والممارسات التي كانت مسئولة خلال الأشهر والسنوات الأخيرة عن العنف الشديد الذي عاشه الفلسطينيون وعن تغييب عملية السلام، وأضاف أن السلام يتطلب اتخاذ خطوات في اتجاه وقف الاستيطان والاستعداد للانسحاب والتخلي عن السيطرة الإسرائيلية عن القدس وحل قضية اللاجئين وفقا للشرعية الدولية، واعتبر أن شارون نقض كل هذه القضايا وأصر على الاستمرار بخطى حثيثة بعكس متطلبات عملية السلام والشرعية الدولية واستحقاقات خريطة الطريق؛ مما خيب آمال الكثيرين الذين كانوا يتوهمون أن شارون سيقدم جديدا من شأنه أن يعطي فرصة إلى الأمام، ورأى أنه لا يمكن التقدم باتجاه السلام ما لم يكن هناك استعداد من جانب الولايات المتحدة لبذل جهود قائمة على أساس الشرعية الدولية.
وأضاف ان تفاهم شارون مع الرئيس الامريكي يؤكد الدفاع عن المصالح الحيوية لإسرائيل وعلى رأسها ان إسرائيل لن تضطر للانسحاب إلى حدود عام 1967 وان القطع الاستيطانية الكبيرة ستبقى على حالها إلى الابد تحت سيطرتها.
ومن جانبه قال الناطق باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو درينة انه (لا جديد) في خطاب شارون مشددا على ان المطلوب هو تطبيق حقيقي لخريطة الطريق والعودة إلى طاولة المفاوضات وتطبيق قرارات الشرعية الدولية من اجل سلام حقيقي للجميع.
أما النائب العربي في البرلمان الإسرائيلي أحمد الطيبي، فقال رداً على اسئلة وكالة فرانس برس، ان شارون لن يذهب - على ما يبدو - إلى ابعد من خطته للانسحاب من غزة في العملية السياسية. وأشار إلى ان شارون يرفض ان توافق إسرائيل على الانكفاء إلى داخل حدودها قبل حرب حزيران - يونيو 1967 ويريد الاحتفاظ بأبرز التكتلات الاستيطانية في الضفة الغربية تحت اشراف إسرائيل. وأضاف: هذا يمنع التوقع بالتوصل إلى تسوية دائمة، لأن الفلسطينيين لن يكونوا شركاء في مثل هذه الاملاءات، وقد يكون عام 2005 مناسبة لإطلاق عملية التسوية السياسية..
|