أكان بعد التداني بعدنا قدرا
أم الهوى في تدانينا قضى وطرا
يا فاتر الجفن ماذا جد لا خبر
عن حبنا، أغدا في أمسنا خبرا
لا مقلتاك تراءى فيهما فرح
عند اللقاء ولا في الثغر ما أسرا
تمر بين المغاني ثم تنكرني
ألا ذكرت هناك الفجر والسحرا
والذكريات رياض طالما حفظت
للعاشقين لديها العهد والصورا
في جيد كل وسيم من خمائلها
عقد نظمناه من دمع الهوى دررا
وهو النعيم نهلنا من موارده
هل في النعيم معين يعرف الكدرا
فلا لقيس وليلاه مواقفنا
على الديار إذا في ليلة سهرا
والزهر من حولنا راحت تداعبه
كف النسيم وطل يلثم الزهرا
وفي عيون الأقاحي أشرقت حور
وفي النسيم فؤاد يعشق الحورا
والزهر في الفلك الفضي رافقه
شوق يغازل في آهاته القمرا
لما بدا الفجر تكسو الكون بسمته
مخافة العذل هامت تنشد السفرا
وكم أصيل قشيب البرد متكىء
على الظلال يناجي للغروب ذرى
والشمس سكرى تهادى فوق بردته
من مجنتيها سناء الأفق قد سكرا
أرخت ذوائبها في اليم وادثرت
ببردة الشفق المخضوب فاندثرا
فالشمس في غرق والأفق في فرق
والموج من حسرة في الشاطىء انتحرا
وكم أصيل به الآمال عالقة
وكم لنا من لقاء فيه قد غبرا
تركت فيه المنى حيرى معذبة
من طول صدك أدمى جفنها وبرا
وفي الصدود عذاب والهوى نصب
وفي العتاب معان تحمل الأثرا