طالبت في مقالة الأسبوع الماضي من المعنيين بشؤون المنتخبات المشاركة في دورة خليجي 17 المقامة حالياً بدوحة قطر.. ببذل أقصى جهد ممكن في سبيل إظهار الدورة بالمظهر الذي يسر الصديق ويغيظ الحسود.. وقلت: إن تحقيق ذلك المطلب الثمين يتأتى من خلال التركيز على ترجمة معاني الثوابت والقيم العليا للدورة وللمسابقة عموماً.. جنباً إلى جنب مع الحرص الشديد على الارتقاء بالمستويات المرضية لجماهير الكرة الخليجية خصوصاً وللمتابع العربي والآسيوي بشكل عام.
والآن وقد انقضت الجولة الثانية من الدورة (على اعتبار أنه تم إرسال هذه المادة يوم الأربعاء) لذلك يتضح من خلال الثماني مباريات التي أقيمت حتى الآن أن المستويات بشكل عام تبشر بالخير والتنافس الشريف قائم على أشده.. ومع ذلك نطمع مشاهدة المزيد والمزيد من الإبداع والإمتاع والتنافس على إظهار القدرات الأدائية والإبداعية التي يتميز بهما اللاعب الخليجي.
دعواتنا الصادقة للأخضر بتجاوز المنعطف البحريني اليوم والعبور إلى دور الأربعة كترجمة واقعية للأمور.. وإن كان لا أمان للكرة.
أبو طبيع..!!
اعتدنا في كل مناسبة تنافسية يكون الأخضر طرفاً فيها.. وخصوصاً عند تعرضه لأي كبوة أو هزة من أي نوع.. تعودنا على ظهور بعض الأصوات والأقلام التي تنطلق في ظهورها ذاك من منطلقات ومفاهيم (رخيصة) غايتها الهدم وتصفية الحسابات، ومحاولة استجداء نقطة ضوء هي في حساباتهم لن تتحقق إلا من خلال الظهور بتلك الأساليب الهابطة (؟!!) .
وبما أن ذلك اللاعب السابق يمثل أحد أسوأ النماذج المشار إليها أعلاه.. على اعتبار أنه لا يحضر بطلعته البهية إلا في مناسبات ومواقف محددة ومنتقاة بعناية، حيث يكون العائد الضوئي فيها أكثر.. هذا فضلاً عن وفرة الاسماء اللامعة وذات التاريخ الناصع والمشرف وبالتالي إمكانية استغلال الموقف للنيل منها بشكل أو بآخر.. وهذه في حد ذاتها تعد من أكبر المكاسب التي يمكن أن يحققها لاعب سابق ومن صنف معين، إدارات له الأيام والأضواء ظهرا، وفقد الدلال المبالغ فيه الذي كان يعيش في كنفه.. وخصوصاً إذا كان يعشق الدلال (!!) .
وأتساءل هنا مثل غيري عن الصفة التي ظهر من خلالها للقيام بدور (أبو العريف) ، فلا هو مدرب، ولا هو ناقد، ولا هو كاتب، ولا هو محلل ولا هم يحزنون.. وإنما هو (ناقم) كما وصفه أحدهم (؟!!) .
أفيدوني بالله عليكم: ماذا يستفيد المنتخب من هرف وتخريجات ذلك المتهالك.. وماذا سيستفيد من مداخلات وفتاوى فتيات مراهقات لا يتجاوز عمر الواحدة منهن ال (18) عاماً.. أوليس من الأجدى استثمار ذلك الوقت المهدر في استقطاب آراء مسؤولة ونافعة وذات قيمة (؟!) .
بصريح العبارة: يجب ألا يتصدى للحديث عن المنتخب وشؤونه من خلال الإعلام سواء المرئي أو المقروء إلا من كان في كامل الأهلية والاعتبارية وألا يكون الإعلام مرتعاً للقاصرين والجهلة والمليئة أجوافهم بالأحقاد والضغائن أو عشاق الأضواء والثرثرة.
لا بد من إعادة النظر
عندما يأتي ناقد أو كاتب أو محلل ما ليطرح ما عنده من رؤى حول حدث أو قضية رياضية ما.. فإن من حق المتلقي أن يتقبلها أو أن يرفضها، لأنها في كل الأحوال لا تتعدى كونها وجهة نظر فردية خاصة، بصرف النظر عن مدى صوابها من عدمه.
ولكن عندما يتعلق الأمر بالعناوين والمانشتات العريضة والرئيسية على الصفحة الأولى للصحيفة فهنا تختلف المعايير والمسميات وحتى المسؤوليات من كونها فردية وخاصة في الحالة الأولى إلى كونها تمثل الموقف والقناعة الرسمية والجماعية لكامل منظومة العمل في المطبوعة أو على الأقل قناعة وموقف أصحاب الحل والعقد فيها.
لن أتحدث عن الماضي بكل ما فيه من نماذج لتجاوزات تندرج ضمن ذات السياق.. ولكنني سأكتفي فقط بالإشارة إلى آخر ما حملته عناوين صحف معينة صبيحة اليوم التالي لخسارة الأخضر على يد نظيره وشقيقه الأزرق في إطار منافسات خليجي (17).
يعلم الله أنني أمضيت لحظات من الذهول الممزوج بالخجل لمجرد أن طالعت تلك العناوين وتساءلت مع نفسي بمرارة: أيعقل هذا (؟!!) أيعقل أن نبلغ هذا المستوى المتدني من التعامل المدرجاتي.. في وقت يفترض أن نكون أكثر نضجاً، وأكثر ترفعاً عن مثل تلك الأمور المتناهية الصغر والتفاهة.. وعن الكثير والكثير من ذلك العبث الصبياني (!!) .
أفلا احترمتم مهنتكم يا هؤلاء.. واحترمتم المستوى الذي بلغته الرياضة السعودية على كافة المستويات والأصعدة.. وبالتالي أعدتم النظر في مثل تلك الصياغات التي تحط من قدر الاعلام السعودي (؟!) حبذا.
حكمة بليغة:
لا تُسئ الأدب حتى لا تضطر للاعتذار.
|