ميادين ...............
ما بين الفراسة والمهايطة
عايض البقمي

المذيع يمسك بالمايكرفون ويسأل أحداً من أصحاب الخيل: هل بالإمكان أن ترشح لنا جواداً أو جوادين ولكن بدون مجاملة؟؟
وتتكرر الأسطوانة الرتيبة المملة المشروخة الكأس بين اربعة جياد او ربما خمسة وفي المقابل هناك من (يهايط) بأنه رشح ذلك الحصان. وطبعاً يتم ظهور مثل هؤلاء بعد نهاية السباق!!
آخر اخبار (شركة جوال ومجول) اعلانها مؤخراً عن طرح مسابقتها السنوية بالتعاون مع احدى الفضائيات المتخصصة وبالطبع هالأيام كثرت الفضائيات المتخصصة إلا من (الخيل) نتائج هذه المسابقة بمختلف فروعها التي اعلنت في وقت لاحق جاءت كالآتي:
مسابقة المجال الزراعي: وقد حصل عليها نادي الفروسية وبدون منافسة تذكر وذلك في مجال التشجير الذي يسر كل الناظرين وقد سجل الميدان الرديف غياباً عن المشاركة في هذه المسابقة لعدة أسباب أهمها عدم التأهل الصحي، فقد افادت بعض التقارير ان الكثير من أهل الخيل في (الرديف) قد تعرضوا ومعهم كثير من الجياد - لحساسية الصدر والشعب الهوائية مع الحكة الشديدة.. الله يعافيهم!!
* الجائزة الطبية: حجبوها هذا العام لعدم وجود مستشفى عام خاص بالخيل!
* جائزة السعودة محلياً نجحت عدة جهات في الحصول عليها بالمشاركة، اما الجزء العالمي من هذه الجائزة فقد حجب لعدم وجود تشجيع للخيال السعودي بالمشاركة في دورات خارجية أو لعدم وجود مجرد بادرة لإشراكه في سباقات خارج الوطن!
* جائزة افضل مرشح خيل في العالم لم تعلن نتائج الفائزين بها وهي جائزة محجوبة من يوم مولودها فشروطها تمثلت في:
- ان يحدد المرشح جواداً واحداً فقط للفوز بكبرى بطولات الفروسية ومنها بطولة الليلة!
- ان يتم تحديد عدد الأطوال التي سيقطعها الفائز في السباق بعيداً عن الثاني!
* ان يحدد المرشح زمن قطع مسافة السباق وما اذا كان الجواد الفائز سيدخل في المراحل الأخيرة من المسار الداخلي ام الخارجي وقد تم إلغاء أحد الشروط الخاصة بهذه المسابقة وهو تحديد (الخمسة الأوائل) في السباق اذا وجد الخبراء انه شرط (سهل) قد لا يساعد في حجب الجائزة خلال المراحل القادمة!!
الزبدة.. نعم.. ربما يصيب الكثيرون بترشيحاتهم في بعض السباقات مثل سباق الليلة. فالرؤية الترشيحية تكاد تكون شبه واضحة في شوط الانتاج ورغم ان هذا الوضوح غرضه (للضباب) في كأس المستورد وكأس الملك المقبل ولا احد يعرف ما سيكون عليه الأمر في كأس الكؤوس.. الفراسة والذكاء والاستباط والقرب الدائم من الخيل في تمارينها وسباقاتها يظهر عمقها عندما يقوم احد المرشحين بترشيح جواد غير مرشح فيفوز. مثل هذا الترشيح يظهر الحصان والبعيد عن الحظ او الصدفة او خالف تعرف وفي رأي ان مثل هذه النوعية يعدون على الأصابع وللذكرى والتوثيق اقول ان صاحب هذا القلم كان اول صحفي يدخل المسابقات في رياضة الفروسية وكان ذلك عندما كنت مشرفا على صفحات الفروسية بصحيفة (المسائية) وكان من يريد الفوز بالسيارة المرصودة كجائزة ان ينجح في ترشيح الخمسة الاوائل فإذا لم يفلح احد فتكون الجائزة من نصيب الأكثر اجابة في ترشيحاته (اربعة ثلاثة وهكذا) ورغم ان البعض اعتبر تلك المسابقة كانت شديدة الصعوبة إلا ان الواقع اثبت وجود الفراسة والحصافة لدى الكثيرين الذين لا يتعاملون مع الصدفة.. ما اتمناه ان ترتقي قدراتنا الترشيحية مستقبلاً لتكون في مستوى النقلة التي تعيشها الفروسية السعودية ولا بأس من العودة لمحاولة اجتياز بعض شروطه مسابقة الاخوين (جوال ومجول) فقد يعيد ذلك الإثارة الترشيحية التي نامت لفترة طويلة وعندها ستزول إلى غير رجعة الفقاعات الصابونية المتمثلة في ترشيحات مع الخيل ياشقرا..!!