تأتي مباراة منتخبنا الوطني أمام البحرين هذا المساء في توقيتها وتأثيرها كواحدة من المباريات المصيرية ليس فقط فيما يخص حسابات التأهل من عدمه لدور الأربعة لدورة الخليج السابعة عشرة، وإنما بانعكاسات نتيجتها على استقرار وثقة ومستقبل المنتخب في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 2006م.
مما يهمنا اليوم هو أن يفوز الأخضر وبإمكانه بإذن الله أن يحقق ذلك، متى ما قدم نجومه بعضاً من إمكاناتهم ومواهبهم الفنية العالية وخبراتهم الاحترافية المتطورة، إضافة إلى أهمية أن يدركوا قيمة المباراة وكونها منعطفاً حاسماً قد تترتب عليه قرارات وتدابير مفصلية نأمل أن تكون نتيجة إيجابية ومفرحة ومتطابقة مع الواقع الحقيقي للكرة السعودية ومع جملة مكتسباتها ومع ما تحظى به من رعاية مرموقة من قائدها وأمير شبابها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل، وأيضا دعم ومؤازرة ومواقف الجماهير السعودية الوفية المخلصة لكل من يمثل الوطن ويتشرف بارتداء شعاره والدفاع عن ألوانه..
أمام نجوم الأخضر اليوم مسؤولية وطنية أكبر من كونها مجرد مباراة، وهي في ذات الوقت فرصة سانحة لتأكيد أن المنتخب السعودي صاحب المنجزات العالمية والقارية المتميزة ما زال لديه الكثير من نبوغه وتألقه وأنه قادر على تدوين المزيد من صفحات تاريخه الذهبي وحاضره البهي ومستقبله المضيء..
نقول إنه مؤهل لإحراز أفضل النتائج وأروع المنجزات، لأنه بمكوناته وأدواته وأوراقه على المستويين الرسمي والشعبي، وبما يمثله لوطن شامخ وإنسان مخلص قوي مبدع ليس كباقي المنتخبات، ولديه من الطموحات والتجارب والإرادة ما تجعله مختلفاً عن الجميع، ويستطيع أن يصنع لذاته ولجماهيره أغلى البطولات وأجمل الانتصارات، هكذا عرفناه مراراً وتكراراً في غير زمان وأكثر من مكان. أخيراً، كل ما نتمناه ألا يقع المدرب كالديرون في أخطاء نابعة من مغامرة في اختيار بعض اللاعبين كما حدث أمام الكويت، وكل ما عليه أن يتعامل مع قائمة اليوم بطريقة حذرة ومتوازنة خالية من الابتكار والتأليف والمجازفة غير محمودة العواقب والتي يصعب معها التعديل والتعويض.
وباعتبارها مباراة مليئة بالظروف والحساسيات والحسابات المعقدة التي نرجو أن تكون لمصلحة الأخضر وأن تفتح له أبواباً جديدة تمنحه الاستمرار في تألقه وحقه في الدفاع عن تاريخه ومجده وألقابه.
|