* كنتُ من صفاتي أنني لا أستحي منذ كنتُ صغيراً، وهذا جر علي بعض المشاكل، وكبرت واستمرت معي هذه الصفة لكن فيما يتعلق خاصة بالحياة المادية، توفي والدنا ونحن أكثر من ستة وأنا الكبير، ترك الوالد رحمه الله مالاً كثيراً وحاولت حسب جرأتي وعدم حيائي أن أحتال حتى كسبتُ (سبيكة ذهب)، مع أنني حينما كنت موظفاً كنت ألطش بذكاء أُصبت وتعافيتُ منها، وحياتي مادية وأحد أولادي يقوم مقامي أحياناً، كيف النجاة مع ما لاقاه جاري مني من نكد؟
م. ع. س جدة - الروضة
- أنت في العرف الأدبي (غشيم) وفي العرف العلمي جاهل.. وفي العرف النفسي: مريض، وأحسبك لاقيت في طفولتك المبكرة تربية مادية ساذجة مع تربية دينية وسط غير واعية ومسئولة، وأحسبك عايشت نوعاً من القهر على: الوالدة إما من الوالد أو من نوعية الحياة، مثلك هداك الله لا تعترف بالخطأ لأنك تبرر الخطأ كثيراً وتصدق نفسك أنك لا تُخطىء وتوجد تبريرات مادية بخطأ الآخر بينما أنت المخطىء 100%.
وتعلقك بالمادة (وكسبك السبيكة) كل هذا ليس لأنك تحب المادة أو أنك لا تستحيي بل لأنك غير واعٍ أصلاً لأمر الخوف من الله وعقابه، وها أنت الآن ترفل بين المادة والتمسك بها وها أنت تورثها أحد أبنائك السذج، وهذا بحد ذاته عذاب لم تفطن إليه ولعلك لن تفطن، كل هذا لكي يشغلك الله بنفسك ما بين بناءٍ وبناءٍ وشغلٍ وشغل.
جرب مرة واحدة لكنها مرة متجردة عادلة أن تجلس إلى نفسك، ومنذ كنت في العشرين فقط من عمرك قم بهذا الجدول سوف تجدك لم تؤذ جارك ولم تسرق بالحيلة: وعدم الحياء، ولم تظلم أحداً لكنك وأنت في العشرين إلى اليوم تُسىء إلى نفسك وترقم رقماً إلى رقم في صحيفتك يوم الخصومة بينك وبين أبيك وإخوانك وولدك وجارك وسواهم، هل أدركت هذا؟!!
لعلك.. ولعلك..، لكنك في الحياة تسير كما يُقال بين مال وولد ولعلك بين عز وجاه وتحسب هذا هو الأمر بينما هو والله العذاب لكنك لا تُحس، ومثلك كثير،
وهنا أُبين لك خطورة أخرى وهي من الكبائر وذلك أنك تغتاب كثيراً ولا تهتم لهذا، وعامة عذاب القبر من (نقل الكلام)، والغيبة، فأنت من النوع الذي لا يتورع فتتكلم بهذا وذاك خاصة إذا كان: قريباًً لك أو زميلاً أو جاراً فتتلذذ ولو قلت لك: (أتدفع 50 ألف ريال ويعفو عنك من.. آذيته مثلاً..؟
لنكصت على العقبين لا تلوي على شيء، ولقلت: لا لا،
فأنت مكابر ومسىء وغشيم وها هو جلّ وعلا سلط عليك الدنيا والولد ومرض القلب بجهل الحقوق وحب المال وحب الحياة والجاه،
أتدري كيف النجاة؟
كن عاقلاً وإن خلت أنك أعقل الناس
كن واقعياً عادلاً
أقول: لكن
كن ديناً واعياً وإن صليت وصمت
كن حيياً
كن بجارك باراً
كن حراً أبياً جسوراً نحو الصالحات
أقول كن
كن فطناً لأمرك قبل الفوات
كن ذا قسطاس مُستقيم
كن منُصفاً نحو أخيك والزوجة والولد
أقول كن،
كن من الله خائفاً حذراً.
كن نبيهاً لا تقع في (جلطة أخرى)
كن واعياً كابن المبارك وابن عوف
كن واعياً حراً كسيد سلف كابن عفان
أقول كن
أتريد النجاة؟..
ها هي هود.. والمرسلات
تلك نوح والفيل - باقية -
وإن شئت فعليك
بالعاصمة
أو قاصمة ما مثلها
أو ها هي (الذاريات)،
إن السبيل إلى النجاة أن تُعيد قراءة هذه الأسطر فخذ مالك وأدِ ما عليك)
ولعلك تنجو.
(والله ماهميتهم والله ماهميتهم،
بس: كذا
بس: كذا
إيه: أنا وإياهم وأفطن الله ما يتركهم
لكن ما يفطنون.. هم.. لأني مثل ما قلت لي:
ما أهمهم
لكن بس أفطن فالأمور والمقادير
عند الله هو يعدل).
|