* كنت أعمل أستاذ صالح في مؤسسة تجارية مدة طويلة (كخبير أصناف) أصناف نادرة لكن بعد مدة من الزمن (10) سنوات ركنت إلى أعلى أعطيت درجة فوق درجتي ثم جمدت حتى تقاعدت بطلب مني بعد الظلم الذي حصل عليّ وأصل هذه المؤسسة أنها أشبه ما تكون بالشركة، شارك فيها قرابة 40 شخصاً لكن مع الأيام لم يتول عليها إلا ثلاثة فحصل من جراء ذلك ظلم وإقصاء وحيف لكن بدهاء ومكر، فكرت كثيراً فانقطعت إلى نفسي فزعاً إلى الله أناشده وألح عليه سبحانه أن يعاملهم (بعدله) إن كانوا سبباً في (حالتي) فحصل عليهم ما الله به عليم وحالتهم كما يقال (حالة) لكنهم لا يفطنون إلى هذا ولن يفطنوا فهم بين خوف وترقب وحذر وإن بدوا بخلاف ذلك، سؤالي هل أشتكي..؟
أ. أ. ع أستراليا
* حسب السؤال الوارد كيف يمكن أن تشتكي وتشتكي (من على من) سر على الشكوى إلى من ترفع إليه الشكوى واقتصر على هذا: فقط، لكن لا تفكر كثيراً بما وقع عليك فيتضاعف همك ومرضك، وثق أنهم يعلمون حالتك وضررك وما نالك من ظلم وتجميد حتى وإن كنت تمشي على (الذهب)، لا تفكر بما حصل لك فتجمع إلى ما حصل عليك الهم والكدر ويكفيك رفع الشكوى إلى الله فثق به ولا تستعجل إجابته فربك حكيم عليم، حاول عمل أي شيء يُناسب وضعك خيراً للأصناف النادرة ويمكنك فتح مكان ما إن تيسر ذلك وتكبت فوقه خبير الأصناف النادرة وتُعين هذه: الأصناف واشغل نفسك بالقراءة وداوم الذكر ورتب أوراقك من جديد لتبدأ حياة جديدة بعد تركك العمل أو تركه لك، ولعل صاحبك قد صدق بما قال فلعلهم لا يلتفتون إلى مثلك أبداً وإن كانوا يعرفونك جيداً وما حصل عليك وما تعيشه: (الآن) من قلق وهم وكربات بسببهم،
آمل الانقطاع إلى نفسك مع الله ولا تشغل بالك بشيء سواه فهو الملاذ الحكم العدل، لكن الدنيا لا تزال بخير حتى مع ما حصل لك فقد ينهض (حر أبي كريم) ليأخذ بيدك وجرى مثل هذا عبر تواريخ الأمم والدول، فتعلق بالله ثم بالتفاؤل وسعة الصدر، ولا يحسن برجل مثلك الألم إنما الألم والحسرة على من لم يُنصف غيره بمال أو قوة أو جاه، وإنما الألم على من وشى بغيره ظلماً وزوراً، أو سعى به إلى السوء، وإنما الألم على من تسبب بألم إنسان في حياته، أو زوجه، أو عمله، أو عرضه، هذا هو الذي يتألم ولو غطى ألمه وآلامه بستار عدم المبالاة وستار العز وحاجز الإجحاف.
لكن أنت ( الأعلى) ومن أساء أو سفه على غيره أو جمده وحرمه حق الحياة بحال ما بجرءٍ ما فهو قد أساء إلى نفسه فقط أما المساءُ إليه أما المبعد فذاك المنصور،
فالحياة وسيلة.
والعز وسيلة.
والجاه وسيلة.
فلا تندحر
والدهاء آيةٌ
والذكاءُ آيةٌ
والأنا آيةٌ
ولا تستمر
والعلو آية
والبقاء آية
والأمل آية
ولكن:
يندثر
***
والأمم آية.
والخبر آية.
والتقى آية.
فاعتبر
***
والورى آية
والدهر آية
والورع آية
فاقتدر
***
والسوالف آية.
والمسجل آية.
والعبر آية
فهات من يدَّكر
***
وهود وطه آية
والنور والفتح آية
وفعلهم فيك آية
فاصبر وصابر،
وأرم:
الضجر
***
وابن حيدان قالها
ابن سعد بثها
والنوظر آية
فتدبر:
ذا الخبر
|