بعد ترك أهلهن وديارهن يجدن الإساءة.. لماذا؟!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على الخبر المنشور بجريدة الجزيرة يوم الأحد الموافق 30- 10-1425هـ
ومفاده: بقرار من الوزير- غازي القصيبي، منع (13) مواطناً من الاستقدام نهائيا لثبات إساءتهم لعاملاتهم (المنزليات)؛ أقول:
حثت الشريعة الإسلامية على الوفاء بالعهود، وحذرت أشد التحذير من الإخلال بها، أو الغدر بأصحابها، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بسرعة أداء الحقوق وإيصالها إلى أصحابها، ومن ذلك الأجير؛ فقال صلى الله عليه وسلم: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).
وما ابتلي به بعض الناس اليوم -هداهم الله- إساءة المعاملة لمن تحت أيديهم من النساء الضعيفات اللاتي تركن بلادهن وأهاليهن وأولادهن وحضرن إلى هذه البلاد المباركة لطلب العيش واكتساب الرزق، ففوجئن بمعاملة قاسية، وإخلال للعقود، ونقض للعهود التي على أساسها حضرن، فيُمضين الشهر والشهرين بل والثلاثة بلا أجر، وقد تساء معاملتهن إذا طالبن بحقوقهن، ويظل هذا الكفيل يماطل في أداء ما عليه من حق. لهذه الخادمة الضعيفة، وما علم المسكين أنه سيحاسب في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون، وسيوقف بين يدي الله -عز وجل- وسيُسأل عن نقضه لتلك العهود التي التزمها ووقع عليها قبل استقدامه لهذه العاملة، وسيسأل عن مماطلته وتأخيره لأداء ما عليه من الحقوق.
ولقد استبشرنا خيراً بقرار وزير العمل -وفقه الله- حينما أصدر قراره بمنع بعض المواطنين من الاستقدام نهائيا لإساءتهم معاملة مَنْ تحت أيديهم من الخادمات، ولقد أسعدنا هذا الخبر لما فيه من الأخذ على أيدي هؤلاء الذين يخالفون تعاليم دينهم، ويشوّهون الصورة الطيبة عن بلادهم، ويسيئون لمن تحت أيديهم ممن لا حول لهم ولا قوة.
وإننا لنأمل -إن شاء الله- أن تفعّل مثل هذه الأنظمة والتعليمات، وأن يلتزم صاحب العمل بالعهد الذي وقعه مع تلك الخادمة، وأن يتقي الله -عزل وجل- فيها، وألا يسيء معاملتها؛ بأن يماطل في سداد حقوقها وعدم إنهاء إجراءات ترحيلها، ومنْ ثبت عليه مثل هذه التجاوزات فإن العقوبة له بالمرصاد.