هي الأم، ركن قدس الله شأوه
وأرسى به في الكون رحمته حقّا
وشاد على أقدامه جنة الرضا
وكرَّمه في الخلق مُذْ برأ الخلقا
وأمي لها في ذاتها وصفاتها
سجايا من الأمَّات، في نظري، أنقى
كأني بها صيغت من البر والتقى
وان لها في وجهها منهما ألقا
لقد أورثتني عن أبي شيم النُّهى
فلم أرتكب حوباً ولم أهتضم حقا
وقد صحبتني في سبيلي إلى العلى
ومن خلقي ألا أساق لها سوقا
وقد وَجَّهت طرفي إلى أرفع المنى
فأصبحت أبغي فوق ذروتها فوقا
جزى روحها الرحمن أكرم ما جزى
به البر والإيثار والخلق الأتقى
وسقى الضريحين اللذين فيهما أبي
وأمي، من الرضوان أطهر ما يسقى