مدرسة الزبير بن العوام الابتدائية بالجوي بمحافظة الزلفي أقامت مساء الثلاثاء 17-10- 1425هـ حفلاً لتكريم وتوديع المربي الفاضل الأستاذ عبد العزيز بن محمد المديد، بعد أن طلب التقاعد بعد خدمة امتدت واحداً وثلاثين عاماً، كان لي الشرف بالمشاركة فيه بكلمة أولياء الأمور، لكني - للأسف - اختزلتها أثناء إلقائها لأني لاحظت تفاعلاً عاطفياً على عيني المحتفى به، وأوشكت على التفاعل مع ما رأيته.
أيها المربي الفاضل: لم أذكر من صفاتك إلا بعضها، ولم أبالغ في تعداد ميزاتك، ولم أستطع وصف أسلوبك التربوي الأبوي المميز مع طلابك.
كنتَ ذا أسلوب تربوي أبوي مع طلابك داخل الفصل وخارجه، تعاملهم برفق ولين وحنان وعطف، فأحبوك وأحبوا مادتك، فصارت المعادلات والمسائل الرياضية سهلة مستساغة مرغوبة مفهومة لطلابك. لم تغضب يوماً على طالب ولم تزجر طالباً ولم تُعنّف طالباً، وعاملتهم معاملة الأب لابنه، بل إن الأب قد يغضب أحياناً على ابنه ويزجره ويعنفه.
اعتمدت في تدريسك على أسلوب الحوار، وجعلت للطالب دوراً محورياً رئيساً في الدرس، فأبدعت وأنتجت. درّستَ اللغة العربية فأبدعت وأجدت وتميزت على مَنْ كانت اختصاصه، ودرّستَ الرياضيات فصارت أحب وأسهل مادة عند أبنائنا. كنتَ مثالاً في المحافظة على الوقت والتقيد بالدوام بداية ونهاية. غرست في أبنائنا حب محاسن الأخلاق، فربيتهم على الالتزام ببر الوالدين وعلى الصدق وعلى كل خلق فاضل.
وبعد، يا أبا سعود:
إن اخترت أن تريح نفسك وتفارق مدرستك وطلابك فهذا من حقك، (ولنفسك عليك حق)، فإن ذكراك ستبقى محفورة في ذاكرتنا وذاكرة أبنائنا، ولن يمحوها الزمن.
سنظل نذكرك بكل خير، وسندعو لك بكل خير. فلك من الشكر أجزله ومن التقدير أوفره ومن الدعاء أخلصه، وهذا ما نملك، فإن حانت لحظة ابتعادك عن الفصل فلا تبتعد عن التوجيه وإفادة غيرك من خبراتك، وفقك اللهُ وسدَّد على طريق الخير خطاك، وجعل ما قدمت في موازين أعمالك.
|