للوطن قيمة كبرى، وطاقة هائلة تدفعنا نحو البناء والتميُّز، نستشعر منه معاني كثيرة، ومفاهيم جميلة ومبادئ راسخة تعلمنا أن نعطي الوطن جميع ما نملك.
هناك ارتباط بين الوطن والعقيدة، فهي تحث على تجسيده كقيمة معنوية للإنسان لينجز ويبني هذا الصرح الشامخ.
أنا سعودي قيم ومعان وجدانية نجسد هذا الوطن في سلوكنا ونتمثّله في حياتنا، ونبنيه في عقول أبنائنا، وكل في حقله الذي يعمل فيه.
هذا سعودي عنوان لكل سلوك لا يتنافى مع العقيدة الإسلامية الخالصة التي لا يشوبها فكر منحرف أو غلو متطرف، إنها العلاقة الوثيقة بين الإنسان والدين والوطن ذات الأثر الباني في سلوك الإنسان وحياته. الجميع مسؤول عن سلوكه الذي يبرز وطننا في عيون الآخرين؛ ليعكس صوراً جميلة ومشرقة لهذه القيم في حياتنا بأسلوب عملي بعيداً عن حالة الانفصام والفجوة بين السلوك والقيم التي حث ديننا الحنيف على اتباعها وتطبيقها، لنقلل من تلك الفجوة وحالة الشتات الفكري الذي يصارعه الأبناء بين ما يسمعونه من معان جميلة في المدارس وأساليب لا تمت لهذه المعاني بصلة. فالمعلم عندما يقف بين أبنائه الطلاب ملتزماً بتعاليم وآداب الشريعة الإسلامية في العمل، ومطبقاً لتعليمات مهنته، حريصاً على وقتهم، متفانياً في خدمتهم ومبتسماً في وجوههم، مخلصاً لرسالته ومستشعراً لأمانته.. محافظاً على قيمه ومجدداً الولاء لولاة أمره.. أليست تلك قيم ومعان وجدانية ونماذج جميلة يكتسبها الطلاب سلوكاً تلقائياً، فتبرز هذه المعاني في حياتهم.
عندما نعشق الوطن فلا نتورع أن نضحي بجميع ما نملك خدمة له، ووفاء بما قدمه لأبنائه؛ فالاتكالية مرفوضة في الوطن، بل هو العطاء والنماء معه في كل لحظة.
صور جميلة للإنسان السعودي لارتباطه بأرض الحرمين الشريفين، فهو يعكس هذه القيم في سلوكه سواء داخل وطنه أو سفيراً له في قارات العالم. يحرص على رفعة وطنه وبناء مجده، يحمل شعاراً له معان متعددة تبرزه كوحدة إقليمية واقتصادية منقطعة النظير.
الانتظار من الآخرين غير مقبول في بناء الوطن، بل إن المشاركة والمساهمة والتفاني في خدمته أمر مطلوب في الحياة، فلو ساهم كل إنسان بما يملك في حدود إمكاناته ومقدراته لوجدت صورة أكثر إشراقاً وبهاءً وحضارةً تنبيك عن خصوصية الإنسان المسلم والسعودي على وجه الخصوص، فهو شريان حياة ونبض وريد يبث الحياة في كل لحظة في أبنائه، وأنفاس لا تتوقف عن البناء والتشييد لرفعته وسموه. وطني يا من تقف شامخاً بسمو ليس له نظير، وقيم ليس لها مثيل، عنوانك العطاء والبناء، وشعارك التجديد والنماء.
وقفة:
خاطب الرئيس الأمريكي جون كنيدي شعبه فقال: (لا تسأل ماذا قدَّم لك وطنك؟ بل اسأل ماذا قدمت لوطنك)؟
|