إعلام غربي إنتاج محلي
حنان محمد الثويني / الرياض

لا نعتب على البث البئيس المدمر إن وصلنا من أعداء يتربصون بنا وبعقيدتنا، قيمنا، وأخلاقنا.
فالمسألة أضحت أسوأ وأبشع بما هي عليه في السابق.. بل انها أغرب وأعجب!!
لأن التدمير الاعلامي المستورد والافكار السامة المتغلغلة اصبحت منتجاً محلياً يشرف عليه ابناء من صلبنا ينتمون لعقيدتنا ويشهدون ذات الشهادة التي نشهدها!! وبرغم انهم يعلمون حجم الاساءة والأذية العارضة لديننا وثقافتنا الا أنهم يصرون على طمر ماهو قيم، ثمين عزيز علينا ألا وهي أخلاقنا الأصيلة التي هذبتها الشريعة ونزهتها لنا.. فما بالهم ندعوهم إلى الجنة ويدعوننا إلى النار؟! وهذه مقدمة مناسبة في اعتقادي لقناة عربية تحمل في طياتها تناقضاً ركيكاً مهزوزاً تعلوه إشارات التعجب تارة نحمد الله لما تقدمه من خير ينتفع به المستمع والمشاهد على حد سواء وتارة أخرى يلعن شيطانها المشاهد المتابع لها لما تعرضه من برامج غربية بحتة استوردتها وصقلتها واخذت تنادي لها المجتمع باسم الحضارة، الفن، التطور، الموضة والانفتاح ومواكبة العولمة. وهذا بدلاً من أن تكون منبر خير يذب عن الإسلام والمسلمين ويدافع عن حقوقهم ويبث همومهم واحزانهم لعل الأمل ينتعش وينبثق فجر الحياة من جديد.
ألا يعلم هؤلاء ان الفئات المشاهدة والمتابعة لهم تختلف وتتنوع آفاقها كل على حسب مداركه وعقليته؟!
وهذا يعني الاحتمال الوارد لمسألة تطبيق الطفل أو المراهق لما قد يراه من مشاهد إدمان قتل، وعنف لا يرحم.
ألا نخشى على ابنائنا ما يرونه؟!
ألم نسمع بأطفال عبثوا بأمور يخجل البالغون من فعلها؟!
ألم نسمع ونرى متاهات أهلكت مراهقينا وأودت بهم لمساوئ الردى؟!
بلى وربي .. سمعنا قصصاً محزنة مبكية تسبب الاعلام الهمجي بإضرام فتيلها.
لماذا لا يطرد الاعلام العربي برمته ثقافات الغرب وينفرد بمزايا نفسه نائياً بنفسه عما يغضب الله؟!
لماذا يطمس الاعلام العربي هويته ويستورد ما يضره وكأن لا عقل لديه ليبتكر ويؤلف ويخترع ما يناسب عقيدته، عاداته وأخلاقه؟