Friday 17th December,200411768العددالجمعة 5 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

رحمك الله يا شيخ فريح رحمك الله يا شيخ فريح
عبد المحسن بن محمد الزامل / التويم - سدير



بعد عصرٍ نابني أمرٌ جلل
حين قالوا الشيخ وافاه الأجلْ
ذرفتْ عيني وقد حُقَّ لها
فاض دمعي واعترى قلبي الوجلْ
يا حبيباً غابَ عنّا فجأةً
رحل الشيخُ وأبقى ما بذلْ
ليت شِعري هل سنبقى بعدهُ
لا وكلا بل سفينينا الأجلْ
أينَ من قد عاش فيها حِقباً
أين من قد كان يُلهيه الأملْ
كُل حيٍّ ذائق الموت فكمْ
فرق الموتُ جموعاً وأقلْ
لا تُعارض ربنا عز وجل
في أمور قد قضاها في الأزلْ
قسيمة الباري لها فارض وقُل
قدَّر الله وما شاء فعلْ
يا إلهي لا تُخيب دعوتي
أنت أهلُ الفضلِ والمولى الأجلْ
فارحم الشيخ ونوِّر قبرهُ
وامحُ ما قد كان مِنه من زللْ
واجعلِ الفردوس مأوى شيخنا
يا إلهي لا تُخيب من سألْ

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
إن البيان ليضعف، وإن التعبير لا يسعف، ولكنها كلمات في سطور علها تكشف شيئاً مما في مكنون الصدور. بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق 18-10- 1425هـ جاءني نبأ وفاة الشيخ الفاضل والصديق العزيز فريح بن محمد الفريح من مدينة القصيم عن طريق رسالة الجوال فأخذت أقلب طرفي فيها بين مصدق ومكذب لا اعتراضا على قدر الله ولكن ربما التبس عليَّ الأمر ولكن ما لبثت قليلا حتى أُكد لي الخبر من بعض من كانت له صلة مباشرة بالشيخ.. فرحم الله شيخنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فلقد عُهد محباً للعلم محباً لنشره طيب الأخلاق والعشرة لا يتردد في إجابة دعوة حتى وإن كانت بعيدة لاسيما إذا كانت على مائدة العلم طلباً أو إبلاغاً ونشراً، ولقد نشأت علاقتي بالشيخ - رحمه الله - منذ أن لبى دعوة لاقامة دورة علمية لمدة أسبوع ببلدة التويم قبل سنة ونصف سنة تقريبا عن طريق بعض الأخيار (نحسبهم كذلك والله حسيبهم) الذين كانت لهم بالشيخ صلة مباشرة، ولقد كنت ممن يحضر معه ودونت معظم الدروس التي ألقاها ومن أهمها شرحه لمنظومة القواعد والاصول للشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - ولقد أفدت من ذلك افادة عظيمة، وعرضت على الشيخ ارسالها إليه لينقحها ثم أوزعها على طلاب العلم فوافق - رحمه الله - إلا أن الأجل المحتوم قد وافاه قبل ارسالها فالحمد لله على قضائه، وقابلت الشيخ قبل وفاته بأسبوع تقريبا بجامع بلدة التويم حين لبى دعوة لتكريم حفظة كتاب الله، فسررت بمجيئه وأنست بلقائه، وقد كان هذا آخر العهد به. فالعزاء العزاء لكل أهله وطلابه ومحبيه، وأسال الله تعالى أن يمن عليهم بالصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
اللهم اغفر لشيخنا ونوّر عليه قبره وأسكنه فردوسك الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين.. اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved