Friday 17th December,200411768العددالجمعة 5 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الشباب والمربون الشباب والمربون
ياسر بن محمد الغفيلي/كلية المعلمين في محافظة الرس

نسمع كثيرا عن الشباب وأنهم عماد الأمة وأمل المستقبل واشراقة الغد وقائمة طويلة من الأمنيات التي نعلقها على الشباب والتي في الغالب تعلقهم على المستقبل ولا تتكلم عن حاضرهم فهم دائما متشوقون - أو هكذا غرسنا فيهم - إلى غدهم الذي لا يعرفون متى قدومه، ولقد كان من الأولى والأحرى أن يزرع في الشباب أنه مطالب الآن بالعمل والجد والبناء على حسب ما أؤتي من القدرات والطاقات حيث ان هذا الأمر هو البناء الحقيقي للشباب لا بد أن يعلم شبابنا أنه لا مكان للكسالى في هذا الزمن زمن العلم والتقدم المادي والتقني والمعرفي وأن على المؤسسات التربوية أن تعمق هذا التوجه في شخصياتهم وأن تحاول أن تكون عصرية في توجهاتها وخططها وبرامجها حيث انه من الأسى العميق أن يجلس المئات من أبنائنا الذين لا تنقصهم الصحة ولا العقل ولا الإدراك ولا سلامة الحواس في نفس الوقت الذي نستقدم الآلاف من العمال من شتى البقاع وهذا بالتأكيد دليل على خلل في التربية يتحملها الجميع.
كما أنه يلحظ أن أغلب من يتحدث أو يكتب عنهم هو أبعد ما يكونون عن واقعهم وحياتهم ومشاعرهم وهمومهم فإن كان مسئولاً أوصد الباب في وجوههم وإن كان معلماً اخرس ألسنتهم وان كان أباً أو أخاً كبيراً سفه عقولهم وهكذا بينما يعرف المختصون أن الشباب عالم خاص يختلف عن غيره ويباين عالم الشيوخ والكهول في كثير من الأمور، ويكفيك أن تجالس مجموعة منهم أو تدلف إلى موقع في النت كالشات مثلا لترى عجباً عن اهتماماتهم وطموحاتهم وأمنياتهم وفي الحقيقة ليسوا هم الملومين كلا فالملام الحقيقي هو المجتمع وأقصد بالمجتمع - الأب والأخ والمعلم ومدير المدرسة وغيرهم - وهي حلقة طويلة وعملية تراكمية معقدة أفضت بشبابنا أن يكونوا عوامل هدم أحيانا بمختلف أنواع الهدم فمن الإرهاب للعباد والبلاد الى الجنوح ومشاكل الإجرام ونحوها فكلا الأمرين لا يقيم مجتمعاً آمناً صالحاً منتجاً.
وخلاصة ما سبق أنه لا بد من النزول إلى حياة الشباب والاختلاط معهم والتودد إليهم وسماع شكواهم وآرائهم ومطالبهم حتى وإن كانت غريبة أو شاذة والتحاور معهم في قاعات الدروس والمحاضرات وتربيتهم على النقد وعلى قبول النصيحة وتربيتهم على النقاش أمام زملائهم، أما الأساليب القديمة والعقيمة فأظن أنها لا تجدي شيئاً حتى وإن تميز الطلاب أمامنا بحسن الاستماع والإصغاء. وكل ما سبق نستطيع أن نضعه جهة وأما الجهة الأخرى فهو الارتقاء بهم مادياً وفكرياً واجتماعياً وصحياً فما المانع من إشاعة روح الجد والاجتهاد بينهم - بل هذا هو الواجب - ولو مرحلياً عبر تنمية روح البحث العلمي وفتح المكتبات والمعامل والمختبرات والمصانع وتقديم السلف والقروض ونحوها، ثم ما المانع من تفعيل دور الأندية الرياضية والأدبية وألا تكون محصورة على أعضائها ومنسوبيها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved