داء خطير موجود عند بعض طبقات المجتمع، موجود عند بعض طلبة العلم بعض الدعاة، حقيقة نقولها وكلمة نسوقها حتى نعالج الخطأ الموجود في مجتمعنا.
التعصب الممقوت موجود عند الشباب، موجود حتى عند النساء، سواء كان هذا التعصب لشخص أو فرقة أو حزب أو مذهب فقهي أو بلد أو عرق أو قبيلة، فترى بعضهم يحب ويكره ويغضب ويرضى للشيخ فلان، أو للعالم فلان، أو للمشهور فلان.. إلخ.
المعتدل لا يتعصب لأحد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن عباس فيما يروى عنه: أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر.
بعض الناس تقول له هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول لك: الداعية الفلاني يقول كذا، فهذا من التعصب الممقوت لشخص ما.
بعض الناس يتعصب لفرقة، لمجموعة، للحزب، لمعلمه في الحلقة والمدرسة، وهذا من الخطأ، ومن هنا ينبغي للمربين أن يعلموا ويربوا الأبناء على أن كل إنسان معرض للخطأ، كل إنسان لا بد أن يخطئ، الشيخ، العالم، مدرس حلقة. ليعلم الطالب أن هؤلاء معرضون للخطأ، وهذا من أهم الأمور في التربية؛ لأنه من المشكلة إذا ربي الطالب على أن المعلم لا يخطئ فرأى معلمه مثلاً يتعاطى الدخان، هنا يحصل عنده انعكاسات خطيرة، لكن لو ربي منذ صغره، على أن هؤلاء يخطئون ويربى الناس على عدم الغلو في الأشخاص أياً كانوا، وتترك الطريقة الخاطئة أن هذا الشيخ لا يخطئ وهذا الداعية هو مصدر الصحة، وأن الخطأ لا يصدر منه، وإذا صدر منه خطأ نحاول جهدنا إخفاءه أو تأويله، فهذا غير صحيح، الله - سبحانه وتعالى - أدب محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} (1) سورة عبس تقرأ إلى قيام الساعة، {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} (7) سورة الفرقان هذا محمد صلى الله عليه وسلم بشر يخطئ، يجوع، ويعطش، يصيبه ما يصيب الناس، لكنه معصوم صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه، إذ لا بد أن نربي الناشئ ونربي أنفسنا أن كل إنسان مصدر خطأ، يخطئ ويصيب، هذا الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم مع معرفة الفضل لأهل الفضل ولا يمنع ذلك من تقليد العلماء من غير تعصب، وليس معناه أنه إذا أخطأ العالم أننا نقول: إنه مصدر خطأ، إذاً لا يؤخذ منه الحق، لا، كل يخطئ ويصيب، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله أولاً وآخراً.
( * ) المجمعة |