Friday 17th December,200411768العددالجمعة 5 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

رياض الفكر رياض الفكر
الكريمة!!
سلمان بن محمد العُمري

ذات يوم سألتني ابنتي التي لم تكن قد تجاوزت العاشرة من عمرها، بعد أن قلبت بين يديها دعوة لحضور حفل زواج ابنة أحد الأصدقاء، لماذا يا أبي كل العرائس أسماؤهن كريمة الثاني، وهل عندما أكبر وأتزوج سوف يغيرون اسمي، ويصبح كريمة ويصبح اسمك أنت أيضاً الثاني.. وقتها اجتهدت كثيراً في أن أقنع طفلتي أن كريمة الثاني ليس هو اسم العروس، بل هو صفة تعني أنها ابنة الطرف الثاني الموجه لدعوة عقد القران، وأن هذا الثاني هو والد العروس أو ولي أمرها.. لكن هل اقتنعت ابنتي وقتها، لا أظن خاصة أنها سألتني ولماذا لا يكتب اسم العروس صراحة؟
وأعترف أنني ساعتها لم أجد إجابة أستطيع أن أقنع بها عقل صغيرتي، ولا سيما أنها تحفظ الحديث الشريف الذي يوصي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة بأمه ثلاث مرات، قبل أن يوصيه بأبيه، لم أستطع أن أقول لها إن مجتمعنا يرى في اسم المرأة عورة، يجب سترها، في حين أن اسم السيدة مريم قد ورد صراحة في القرآن الكريم، واسم السيدة عائشة.. موجود في كل كتب السنة الصحيحة راوية لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
بعدها تكرر أمام ناظري مشاهد أطفال يتشاجرون لأن أحدهم ذكر اسم أم الآخر صراحة، دون أن يلحق بالاسم أي إهانة، وأدركت بتتابع هذه المشاهد ومعرفة كيف تعامل معها آباء هؤلاء الأطفال، أن الرغبة في صيانة المرأة وحمايتها واحترام حرمتها تحولت بفعل إساءة الفهم إلى خطأ، قد يترتب عليه من الضرر ما هو أعظم.
وعلى سبيل المثال عندما يكتب في دعوة عقد القران كريمة الثاني، أنه لمن يرغب في الزواج من الشباب أن يعرف إن كانت كريمة الثاني التي عقد قرانها هي ابنته الوحيدة أم أن كريمات أخريات، يمكن أن يتقدم لخطبتها والزواج بها، وغيرها من الأمور التي يكون ذكر اسم المرأة أكثر نفعاً من حجبه أو إخفائه، مثل المعاملات الرسمية في شهادات المواليد وبطاقة العائلة وغيرها.
إن شريعة الإسلام، لم تجعل من اسم المرأة عورة، ولم تأمر بحجبه أو ستره، فلماذا ننساق وراء عادات بالية ونتوارثها، على الرغم مما فيها من ضرر أو على الأقل، إضاعة لبعض المنافع، فالجنة تحت أقدام الأمهات.
إننا لا ندعو لأن تكتب كل امرأة أو فتاة اسمها على صدرها، أو على لافتة ترفعها، ففي هذه خروج عن المألوف، ودعوى للفساد، لكننا ندعو ألا تتحول صيانة حرمة النساء إلى أن يصبح مجرد اسمها عورة، يخجل من ذكرها الابن والأب وحتى الأخ على حد سواء.
وإذا كان اسم كثير من النساء الآن يكتب الآن على صفحات الجرائد والمجلات أديبات وكاتبات وعلى واجهة المحلات كتاجرات وسيدات أعمال، وغيرها من المهن التي تعمل بها المرأة، هل ثمة مجال لأن نخجل من أسماء أمهاتنا؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved