لا تخلو المجتمعات البشرية من الجرائم، المعاصي، التخاذل، والتقصير في كثير من الأحيان.
فهذا شاب اعتاد السرقة جهاراً نهاراً ولم يجد من يردعه ممن يسكن معه في المنزل أو من العائلة بأكملها الذين هم على علم ودراية بأفعاله السوداء ودائماً تكون مبررات عدم الردع كثيرة لغلبة العاطفة في هذه الحالة فتكون السبب الرئيسي في التستر عليه حتى لا يفضح أمام الخلق ويقال ان آل فلان أبلغوا عن ابنهم مع أن الجميع يعلم ما ستؤول إليه حال هذا السارق الذي سيندم بلا شك خلف القضبان لأنه لم يجد من ينصحه ويوجهه ويأخذ بيده لأسباب واهية.
الصورة الأخرى لشاب لا يصلي وهو يعلم الأحاديث والأحكام الشرعية بل والده يصنف ضمن قائمة المشايخ ولكن لأسباب لا يعلمها والده خرج الابن منحرفا عن التعاليم لتركه ركنا من أركان الإسلام وأول ما سيسأل في القبر عن الصلاة فمن هو المسؤول: المجتمع، المناهج، ام والده صاحب الدراسات الإسلامية الذي دائما ما يردد أن ابنه لا يسمع الكلام ولا يفيده الضرب وبإجماع أهل العلم حتى انطبق عليه الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم:( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
صورة أخرى لرجل أعمال يساهم آناء الليل وأطراف النهار في المشاريع الخيرية ودعم مدارس تحفيظ القرآن وبذل الصدقات السرية والعلنية ولكن المأخذ الوحيد أن أمواله اختلطت بالحرام وهو يعلم الأحاديث والوعيد الشديد وأن ما من جسد نبت على سحت فالنار أولى به كما في الحديث.
أيضا هناك أشقاء عددهم حوالي (4) وأعمارهم تحت الـ100 بسنوات ولكن قطيعة الرحم هي السمة المشهورة عنهم بعد خلاف منذ سنوات حول معاملات تجارية وأبناؤهم وأحفادهم يتجرعون بمرارة (نتاج) القدوة ناهيك عن عدم تقبل المشورة والنصح من الصغار حتى بات وضع الاسرة على صفيح يغلي من تبعات القطيعة ويتأكد في أيام العيد..!!
ما ذُكر هو بعض لنماذج موجودة بكثرة داخل المجتمع افتقدت لمن يملك الجرأة للتحدث مع هذه الصور وغيرها ممن يترتب على أفعالهم وعيد اخروي أو عقوبة نظامية مع التأكيد أن من يقوم بالمخالفات والتجاوزات عادة ممن يحفظون النصوص والأحاديث فانعكس المثل إلى (ان كنت تدري فالمصيبة.. أعظم) ومع هذا فهناك تخوف من الشخص المُذكّر خشية الغضب وتعطل المصالح لأنه يعلم أن الشجاعة وذكر الأشياء التي تعيد ترتيب الأوراق لا يجيدها إلا قلة من الناس ممن يجيدون فن الأسلوب عن علم واطلاع.
|