(من غشنا فليس منا) هذا ما قاله الرسول - عليه أفضل الصلاة والتسليم - حينما ادخل يده في التمر المعروض للبيع ، فأحس بأن به بللا فقال لصاحبه : ما هذا ؟ أجاب : أصابه بلل يا رسول الله ، فرد عليه نبينا الكريم : هلا جعلته فوق ليراه الناس من غشنا فليس منا الحديث.
هذا في التمر من أجل بلل من ماء ، فالشاهد أو بيت القصيد ان أحد الأبناء وحينما دخلت أيام (المربعانية) واحس بالبرد وكالعادة اشترى حطباً للتدفئة وانيت يحمل حطباً مرصوفاً (كالهرم وبمبلغ 700 ريال) وأثناء تنزيله ، فإذا بقلب الهرم تجويف يتسع للرجل ، ومعه عدة الشباب (للكشتة) فدار النقاش بين الاثنين وكنت قادماً من المسجد ، فأذهلني ما رأيت ودخلت معهم في الجدال وارتفعت الأصوات وفي النهاية وبعد الاتصال بهامور الحطب أعيد تحميل ما نزل وعاد الوانيت أدراجه بالحطب وبالعربون (مائة ريال) ، وآخر اتصال ان اردت الحطب فادفع الباقي 600 ريال وتعال حمله انت على (حسابك) او اتركه مع المائة ، الحقيقة الذي لفت نظري ان صاحب الحطب يخاصم بصوت عال وبنبرات مخيفة والذي يبدو ان هذا هو أسلوب بيع الغش والتدليس ان لم يكن بالقوة فبأخيها ولهذا احذروا شر شراء الحطب واشتروه وهو على الأرض لترو الواقع لا وهو على ظهر (الوانيت) فتروا الغش والخداع فتندموا وربما يحصل مالا يحمد عقباه .. فأين الخوف من الله وكيف يجيز صاحب الحطب البيع على هذا الشكل ألا يريد لقمة حلالا ، ثم أين حماية المستهلك عن مثل هذا الا يماثل الأطعمة منتهية الصلاحية او السلع المقلدة لا فرق الكل غش واستيفاء كامل للقيمة وبضاعة مغشوشة ، أليس هذا الفعل من التطفيف { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } .. اللهم ايقظ القلوب وطهر النفوس.
صالح العبد الرحمن التويجري |