* الطائف - عليان آل سعدان :
ما أن ظهرت الدولة السعودية بعدلها وسماحتها في نجد حتى هبت القبائل المختلفة في أصقاع الجزيرة العربية للانضمام لهذه الدولة الفتية التي لم يظهر مثلها في التاريخ المعاصر قولاً وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله ومن القبائل المتعددة التي جاءت من كل حدب وصوب ملبية الدعوة لإقامة العدل والمساواة وتطبيق الشريعة الإسلامية جاءت قبيلة عدوان إحدى القبائل العربية في الطائف والحجاز آنذاك وبرز في هذه القبائل رجال أوفياء ومخلصون وقفوا إلى جانب المؤسس العظيم بأموالهم وأبنائهم ورجالهم وقفة رجل واحد منهم على سبيل المثال عبيد بن عبيدالله العدواني أحد القادة الميدانيين الذين كان يعتمد عليهم المؤسس والقائد جلالة الملك عبدالعزيز في تنفيذ المهام التي حققت وحدة وطنية تمثلت في هذا الوطن الشامخ وموضوعنا اليوم ليس عن تاريخ هذا القائد الميداني عبيد العدواني وغزواته التي كلف بها وحقق فيها نجاحاً كبيراً فهذا موضوع سيأتي الدور عليه في وقت لاحق ولكن الموضوع عن البندقية التي كان يحملها عبيد العدواني ويجاهد بها والتي آلت إرثاً لدى أبناء عبيد العدواني رحمه الله وأبنائهم وأحفادهم حدد لها نظام توارثي للأبناء وأبناء الأبناء والأحفاد حسب الأقدمية في السن يأتي موضوع هذه البندقية كلما توفي الأكبر سناً فيهم في مقدمة أي إرث مهما كان حجمه صغيراً أم كبيراً قليلاً أم كثيرا ولا تكتمل عمليات التفاهم والفعل في مواضيع الإرث إلا بتحديد المنزل الذي يوجد فيه الأكبر سناً من أحفاد عبيد العدواني لدرجة أنها أصبحت عادة تقليدية رفعت من أهمية هذه البندقية القديمة التي جاهد بها جدهم مع جلالة الملك عبدالعزيز واشترك بها في عدة غزوات من أبرزها غزوة الهدا مع خالد بن لؤي وغزوة بلدة الليث مع عمر بن ربيعان وغزوة بدر وغزوة بحلة مع عبدالعزيز بن إبراهيم وغزوة بن فاضل وغزوة أخرى امتدت لإحدى الدول المجاورة كانت بهدف الذود عن حدود الوطن آنذاك. وعندما تستقر هذه البندقية في المنزل الذي يفترض أن تكون فيه بعد وفاة الأكبر سناً فيهم كانت في منزله هذه البندقية تبدأ عملية التفاوض في بقية الأمور التي لا يختلف عليها الجميع في كل ما يتعلق بشئون العائلة وممتلكاتها سواء كانت ثابتة أو منقولة. هذا ما يؤكده الشيخ صلاح بن أحمد بن عبيدالله العدواني أحد أحفاد عبيد بن عبيدالله العدواني أحد القادة المجاهدين مع الملك عبدالعزيز يرحمه الله والذي قال في حديث مع الجزيرة التي زارته في منزله بحي العزيزية بمكة المكرمة: إن جده عبيدالله العدواني الذي جاهد جهاد الأوفياء المخلصين مع المؤسس والقائد الملك عبدالعزيز وظل مواصلاً لجهاده حتى آخر لحظة في حياته حتى توفى رحمه الله في السادس عشر من شهر محرم عام 1418هـ وكان حتى وهو على فراش المرض الذي امتد لأكثر من شهرين يستقبل أبناءه وأحفاده وبناته يروى لهم القصص التاريخية التي صنعت هذا الوطن وأقامت منجزات عملاقة في مختلف المجالات شاهد للعيان في الوقت الحاضر يفتخر بها كل أبناء هذا الوطن وخلق من خلال حديثه للأبناء والأحفاد اتفاقاً وتفاهماً وتآخياً كبيراً بين الأبناء والأحفاد الذين يشكلون حالياً قبيلة بمفردها من قبيلة عدوان الكبرى لا يختلفون علي أي أمور من شأنها مصلحة هذا البيت الذي أقامه وأسسه جدهم عبيد بن عبيدالله العدواني.
|