* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة - الدوحة - أ. ف. ب:
اصطفت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، يوم الأربعاء، إلى موقف النائب الأسير مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، وأعلنتا أنّ تصريحات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن) حول ضرورة ابتعاد الانتفاضة عن السلاح، لا تخدم القضية الفلسطينية، مشدّدتين على أنّ سلاح المقاومة هو بهدف مواجهة العدوان الصهيونيّ. غير ان أبا مازن قال في الدوحة، الاربعاء، انه متفائل بالمفاوضات التي سيجريها مع الفصائل حول شكل النضال المقبل.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس: إنّ مثل تصريحات أبي مازن التي دعا فيها إلى اسقاط عسكرة الانتفاضة تعارض إجماع شعبنا الفلسطيني حول مشروعية المقاومة، ونؤكّد أنه يجب أن تُقرَأ المعادلة بشكلٍ صحيح. المشكلة في الاحتلال وليست في المقاومة. وأضاف الناطق باسم حماس: المقاومة تمثّل حالة دفاعٍ عن النفس في وجه العدوان الصهيونيّ.
من جهته قال د. محمد الهندي القيادي السياسي البارز في حركة الجهاد الإسلامي: إنّ حركته تؤكّد أنّ سلاح المقاومة هو سلاح شعبنا الفلسطيني الذي يحتاج إليه في مواجهة العدوان الصهيونيّ مشدداً على أنه طالما بقيَ الاحتلال والعدوان موجودين فمن حقّ فصائل المقاومة أن تحتفظ بسلاحها بل تقوّي نفسها أكثر في مواجهته.
ودافع أبو مازن، المرشح الأوفر حظاً لخلافة الرئيس الفلسطيني الراحل، لرئاسة السلطة الفلسطينية، دافع بشدة عن موقفه المطالب بوقف (عسكرة الانتفاضة الفلسطينية)، قائلاً في تصريحات للصحفيين لدى وصوله إلى العاصمة القطرية، الدوحة يوم الاربعاء: قلت ذلك في الماضي وأقوله في الحاضر انطلاقا من مصلحة الشعب الفلسطيني.
ورأى د. الهندي أنه ليس من المنطق أنْ نعود ونُقْتَل دون مقدرة على الدفاع عن النفس، مشيراً إلى أنّ الانتفاضة التي اندلعت في سبتمبر - أيلول عام 2000 بدأت شعبية في أشهرها الأولى لكنها جوبهت من الاحتلال بالرصاص والقصف.
وحول ما إذا كانت الحركتان تتخوّفان من إمكانيّة جمع الأسلحة وحدوث صدام قال الناطق باسم حماس (أبو زهري): نحن واثقون من أنّ القضايا كافة ستكون محطّ نقاشٍ وحوارٍ ونحن متّفقون مع الفصائل والسلطة الفلسطينية على حسم نقاط الخلاف بيننا بالحوار لمصلحة الشعب الفلسطيني.
ووافقه الرأي القيادي السياسي في حركة الجهاد الإسلامي (الهندي) الذي شدّد على حرص حركته على أن يكون الحوار الوسيلة الوحيدة لحلّ الخلافات والإشكاليات كافة في البيت الفلسطيني، مضيفاً أنّ فوضى السلاح ليست بسبب المقاومة بل بسبب سلاح الأجهزة الأمنيّة وهذا في حاجةٍ إلى ضبط.
يشار في هذا السياق إلى أن النائب الأسير مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، الذي أعلن سحب ترشحه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية، اشترط على أبي مازن عدة مطالب من بينها تمسك القيادة الفلسطينية بخيار المقاومة والانتفاضة، وإشراك الانتفاضة في عملية المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
وفي قطر التي وصلها الاربعاء أعرب أبو مازن عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية حول الشكل النضالي المقبل من أجل تحقيق الدولة. وقال محمود عباس: لقد حصل تقدم في المفاوضات مع الفصائل الفلسطينية حول ايقاف عسكرة الانتفاضة، مضيفاً: هناك مباحثات مكثفة تتم مع حركة (حماس) والآخرين من أجل التوصل إلى اتفاق للتهدئة.
وكان عباس شدّد في مقابلة صحافية نشرت الثلاثاء على ضرورة وقف عسكرة الانتفاضة معتبرا ان استخدام السلاح كان مضراً ويجب ان يتوقف، لكنه نفى ان يكون حصل على ضمانات محددة في هذا الإطار. وقال: هناك لجنة تجري مباحثات يومية مع الاخوان ولديهم في المقابل بعض المطالب غير المستحيلة.
وبشأن هذه المطالب، قال عباس: من الطبيعي ان يشترك الجميع في مطالبة إسرائيل بإيقاف كل عملياتها العسكرية مقابل الهدنة الفلسطينية؛ فهذا شرطنا جميعاً.
وأضاف: لدى الاخوة مطالب داخلية تتعلق بطبيعة مشاركتهم في القرار السياسي وتتعلق تحديدا بالنظام الانتخابي ونحن ندرسها بجدية. وأوضح ان حماس تطالب بدمج نظام الدوائر مع نظام النسبية في قانون الانتخابات، معربا عن اعتقاده بأنهم سوف يشاركون في الانتخابات التشريعية وبالتالي سوف يصبحون طرفاً في القرار السياسي الفلسطيني.
|