المكان: دكاكين الوراقين
الزمان: أزهى أيام اللغة العربي
العام: 225
المرسل إليه: أبو عثمان بحر بن عمر
إلى من احتضنني بين يديه المعشوشبتين فاعْشَوْشَبَ زماني.. إلى من أرهقني بجحوظ عينيه.. إلى من غزل بخيوط حبنا سهماً من سكون يطعن به بذرة كل غدر شاردة.. عشقتك فعشقتني منذ الطفولة، فطويت الضباب وعبرت الآكام والهضاب، فكنت ميناء لفكرك وكأساً لشربك ومطاراً لخيالك وجواباً لسؤالك ولم يكن حبنا حلقات مفرغة بل أنجب فكراً متقداً وذكاء فذاً وصبراً غريباً وحافظة أمينة وزماناً مباركاً.. شاخ الزمن وتساقط متهالكاً وما زالت مشاعرنا مثقلة بالحب.. تحتضن القصائد تخون الغدر.. وتخذل النسيان.. وبعد قرابة قرن من الزمن من قتلتك.. خنتك وغدرتك.. نعم قتلتك.. عذراً أبا عثمان.. قتلتك ولكنني في الحقيقة قتلت نفسي.. أذبت الشمس وهي في يدي.. قبضت الأنفاس وهي في روحي.. عذراً أبا عثمان فكم أنا الآن بحاجة لقلقك الجميل وتعبك المريح.. عذراً أبا عثمان فلقد هجرني قومك وألقوا بي في زنزانة من النسيان.. نبضاتي وحيدة ترتعش في العراء تنطوي.. تتمزق تكاد تفنى.. ولا يوجد سوى رؤوس أصابع متشابكة وثغر بخيل.. عذراً أبا عثمان.. قتلتك.. فبقيت وحدي لا أحد معي غير اشتباكات تتكاثر واعتراك تشعله ذاكرة الزمن.. عذراً أبا عثمان.. فها أنا الآن وحدي لا أحد معي غير زهور من غبار تنمو في حقلي المهجور.. عذراً أبا عثمان قتلتك.. ولكنني قتلت نفسي فأصبحت في استرخاء مميت .. وخريف دائم..
التوقيع الكتاب
أميرة رشيد عبد الله |