قد لا يتصور المرء ما جلبته الظواهر الغربية على هذا البلد المسلم من انعكاسات قد لا يأتي منها سوى الخراب والتشويه بمنظر الشباب في هذا البلد سواء خلقياً أم مظهرياً.
إن من يرى زمرة من الشباب أثناء تجولها في الشوارع وهو غريب عن الوطن فإنه قد يحكم بأن الشباب جميعه في بلادنا بهذه الطريقة لما يراه من قبح الشكل وسوء في المنظر وأفسر كلماتي بما يأتي:
الوجه مشوه بالزنارة.
الرأس يشبه رأس (الهدهد) والهدهد اسم طير من الطيور وغني عن التعريف. باقي العمر بنطلون محزوق وحزام عريض. وقميص يتعذر على من يراه معرفة نوعه. فإليكم أيها الشباب أوجه هذا النداء بالعودة إلى القيم الأخلاقية العربية الفاضلة وإلى الشكل المناسب مع طبيعة بلادكم وعروبتكم الأصيلة. فهذه الظواهر ليس منها إلا الانحلال وليس منها إلا التشويه لكم في المظهر. إن إجدادكم وحتى آباءكم لم يحققوا ما حققوه وأتيتم أنتم على استقراره بالميوعة والخنفسة. لقد حققوا ما حققوه بالإيمان والصبر والتمسك بمبادئهم وبأخلاقهم العربية الأصيلة.
إنكم عماد المستقبل الذين يمكن أن تحققوا لأمتكم ما فاتها ولكن ليس بهذا الشكل الغريب الذي أخذ عن الغربيين والشرقيين.
إنكم لن تحققوا أي كسب ما لم تعودوا إلى التمسك بالمبادئ الإسلامية والقيم العربية.
إن شباب أي بلد من من البلدان الراقية يتباهى دائماً بما قدمه وما حققه لبلده من تقدم ومن اختراع يعود على وطنه بالخير، أما شباب العروبة فبماذا يتباهى وبماذا نفتخر؟!.. هل حققنا لأوطاننا شيئاً غير اليسير، علماً بأن المجال مفتوح أمامنا ووسائل التعليم في بلادنا متوفرة.
وهناك مبالغ تنفق في هذا المجال قد تباهي ما تنفقه أعظم دولة في هذا العصر وعلى المرفق.
ولكن هل درسنا أسباب هذا الإنفاق الذي تنفقه الدولة وتصرفه بسخاء وهل فكرنا على من ينفق؟
أعتقد لو فكرنا جميعاً نحن الشباب لوجدنا أن ذلك من أجل الشباب ومن أجل رقيه في هذا الوطن الذي يفتقر إلى اليد العاملة الوطنية المخلصة له، علماً بأن أغلب الأعمال، وخاصة العملية والتي فيها نوع من الجهد لم يعمل فيها إلا الوافدون إلى هذه البلاد.
فهل فكرنا في تحويل أفكارنا عن الظواهر الغريبة علينا وتحويلها إلى الحياة العملية والتي فيها صالحنا وصالح بلادنا.
مرة أخرى أكرر ندائي إلى شباب بلادي في العودة إلى ما هو مفيد لهم وترك ما هو مضر لأخلاقهم ومظهرهم، والله أسأل السداد للجميع.
|