توفيق الحكيم كان يهوى المسرح في مطلع شبابه وكان يسهر ولا يعود إلى منزله إلا متأخراً.. ورغب والده أن يبعده عن المسرح فبعثه إلى فرنسا ليكمل دراسته هناك.. ولكن حب توفيق الحكيم للفنون والآداب ازداد.. ووجد متسعاً من الوقت فكتب عدداً من المسرحيات مثِّلت على مسرح باريس, وبعد عودته إلى مصر تنقَّل في عدد من الوظائف، ثم بدأ في إصدار أعمال أدبية عديدة مثل: أهل الكهف، وعودة الروح، ويوميات نائب في الأرياف، وعصفور من الشرق.. وهذا العمل تم تحويله إلى فيلم سينمائي مثَّل فيه توفيق الحكيم إلى جانب نور الشريف!!
وقد اشتهر بأنه عدو المرأة إلا أن المقربين منه نفوا ذلك لكنه عانى طويلاً من الحب من طرف واحد!!
كان في شبابه يبحث عن الجمال فإذا اقترب منه وجده جمالاً أخرس وقد كان يبحث عن العقل داخل كل امرأة!
لم يكن يبحث عن ملكة جمال وإنما كان يبحث عن فيلسوفة أو مفكرة. قال عنه مصطفى أمين إنه عمل محرراً في جريدة أخبار اليوم، وكان يخرج من بيته في الثامنة صباحاً ويمشي على قدميه إلى مكتبه ويبقى حتى الواحدة ظهراً ثم يعود ماشياً على قدميه إلى بيته ليتناول الغداء ثم يجلس يكتب ويقرأ إلى منتصف الليل.
كانت حياة كالساعة التي لا تقدِّم ولا تؤخِّر وكان لا يكتب وهو في الجريدة، بل يمضي وقته يتحدث ويناقش وينقد.
وتقول مي شاهين: أخفى توفيق الحكيم زواجه عنا.. وفور سماعنا لذلك الخبر المفاجأة من عدو المرأة الذي يهاجمها ليل نهار شكلنا فريقاً لمتابعة الحكيم ومراقبته.. وكان يراوغنا ويهرب منا إلا أنه اعترف متأخراً بأنه تزوج فعلاً، وأن هذا الزواج زواج عقل الغرض منه تأسيس بيت يصلح لحياة فنان.
وذكر الكثير عن بخل الحكيم ومن أشهر القصص التي تروى عن ذلك أن ابن الحكيم احتاج لشراء آلة ثمنها مرتفع فرفض في البداية وحين ألحَّ عليه ابنه وشاركته أمه في الطلب وافق أخيراً واشترط أن يكتب الابن كمبيالات على نفسه وأن يدفع كل يوم جزءاً من المبلغ.. وكان توفيق الحكيم لا يخرج إلا وقد استحصل المبلغ.. واستمر الحال على هذا زمناً طويلاً حتى اعتقد الحكيم أنه استوفى المبلغ كاملاً.. وقد اتضح فيما بعد أن الحكيم كان يعطي المبلغ لزوجته.. وهي تعطيه لابنها.. وهكذا ظل المبلغ يدور بين الثلاثة!!
|