عبر كتاب (حكايات رجال) طرح زياد الدريس سؤالاً على الأديب عبد العزيز بن عبدالمحسن التويجري يقول: لماذا هذا القلق والحزن والتشاؤم فيما يكتبه قلمك ولسانك، وأنت مَنْ أنت؟
وأجاب الأديب الكبير: يا بني، هل تظن أن هذه الآفات الثلاث تخلو من الخير.. إن هذا هو الثالوث كثيراً ما يكون سبباً للإبداع الذي قد لا تجده عند من عوفي من تلك الآفات.
وطرح سؤالاً صعباً بعد أن استجمع شجاعته وهو: من الذي يكتب لك؟!
فرد التويجري بهدوء: لست أنت أول من تحدثه نفسه بهذه التهمة، غيرك كثير سبقوك إليها، كتب أحدهم يوماً مثل هذا فاستضفته في منزلي وقلت له: خذ هذه الورقة والقلم وسأملي عليك وأنت تكتب، ففعل وفعلت، ثم هذه الورقة والقلم وسأملي عليك وأنت تكتب، ففعل وفعلت، ثم قرأ الورقة فلما وجد فيها مما في الكتب الموسومة باسمي التقط تهمته وخرج!!
وقد أشار التويجري في أحد كتبه إلى ما يدور في ذهن كثيرين: (لعل قارئاً لا يعرفني ولكنه يعرف مكاني من المسؤولية في هذه الدولة يحاول عن حسن نية أو سوء نية أن يجدّف على هذه الرسائل وأن يلقي عليها تفسيرات لا تحتملها،... ورجل لم يغرز سبابته في تربته إلا بعد أن قارب الشيخوخة لا يمكن إلا أن يكون متسامحاً وعاذراً ومتحملاً وقابلاً بالسير في وعورة الطريق وأن كان حافياً).
يقول زياد الدريس عن الأديب التويجري:
هذا اللسان القادر على رسم لوحة مكتنزة من الفكر والرأي لا يمكن أن يكون عاجزاً على أن يرغم القلم على أن يلوّن هذه اللوحة بقطرات من حبره، أليس القلم هو رسول اللسان؟
|