ينعق في لندن بكل زور
ظاهرة صوتية تسعى إلى الإفساد

تعقيبا على ما كتبه الشيخ عبيد الطوياوي بجريدتكم الغراء عن فتنة سعد الفقيه فإنه استشعارا مني لوجوب بيان الحق على قدر ما أوتيت من العلم فإني أضيف ما يلي:
لهذه البلاد مكانة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لا تضاهي وهي معقل الإسلام وقلعته الكبرى وقد امتازت بأن فيها الحرمين الشريفين وفيها بزغ الإسلام وقام أنصار الدين من المهاجرين والأنصار وما فتئت مئزرا للإيمان ومهوى للأفئدة وحصنا للدين لذا فإن هذه البلاد حكومة وشعبا، تعلن اعتزازها بالإسلام وتطبيق أحكامه وترى لها في ذلك الفخر كله والمجد كله بل تدرك أن عزها وقوتها مرتبطان بالإسلام وحده، وهي بحمد الله لا تزال على هذا الأمر القويم والنهج المستقيم فهو خيارها الوحيد، فهذه المحاكم الشرعية تملأ البلاد وتزدان بها الديار مواد حكمها ومرجع قضاتها قال الله قال الرسول. الحسبة قائمة والآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر فيها أعزة منتشرون يصلحون في الأرض ولا يفسدون يحمون أخلاق المجتمع وأدبه والقيم من عبث العابثين ومكر الماكرين، فماذا ينقم من هذه البلاد من أوته وعاش فيها وغذاه الله بخيراتها. سعد السفيه ومن لف لفه وسار على نهجه المعوج من أبنائنا وهم جهلة سفهاء وشرذمة قليلون نسال الله أن يكفي البلاد والعباد شرهم فإنه لا يتصل بقناته المشبوهة إلا السفلة وهمج الناس ورعاعهم وليس لهم رؤى واضحة ولا سعي جاد للإصلاح المزعوم بسبيل مستقيم ونهج قويم بل غاية أمرهم أنهم ظاهرة صوتية تسعى إلى الإفساد وإيغار صدور العوام على ولاة الأمر بشبهات وحجج واهية وتعليلات سقيمة عليلة ولو كانوا يفقهون وللأدلة الشرعية يتبعون وعلى نهج السلف الصالح يسيرون ولمصالح الأمة العليا يقدرون ولو كان لديهم مسكة من عقل وتفكير وسعة أفق وبعد نظر لما كانت منهم هذه التصرفات الهوجاء التي لا ترضي الله تعالى ولا يقرها نقل صحيح ولا عقل سليم ولا عالم معتبر ولرجعوا إلى أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم والتي فيها بيان واضح لرد ما هم عليه من منهج خاطئ وسلوك معوج ومنها:
1- ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم).
2- وفي السنن من حديث ابن مسعود وزيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه غير فقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمور ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من وراءهم)، ومعنى قوله (لا يغل أي لا يكون قلب المسلم ذا غش وضغن وحقد على هذه الخصال الثلاث لأن الله يرضاها لنا بل يحبها قلب المؤمن ويرضاها.. فأين السفيه رأس الفتنة واتباعه والناعقون معه عن هذا الحديث وما حواه من مناصحة ولاة الأمور بالطرق الشرعية المرضية والأدب والإجلال لولي الأمر، واين لزومهم لجماعة المسلمين لقد خرجوا على جماعة المسلمين بمناهجهم الضالة وأفكارهم المنحرفة وأقوالهم المضلة.
3- في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول أو نقوم بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم).
4- وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة).
5- وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك)، ومعنى (وأثرة عليك)، و(أثرة علينا) أي: وإن استأثر ولاة الأمر عليك فلم ينصفوك ولم يعطوك حقك كما في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها تكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها) قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك من ذلك؟ قال: (تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم) فهل بعد هذا البيان من بيان لقد أكمل الله لنا الدين وبينه ووضحه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قال الصحابة: ما ترك رسول الله طائرا يطير بجناحيه إلا أعطانا منه خبرا، والتعامل مع الحكام والمنهج مع الولاة من الأمور العظيمة التي تحتاج إلى بيان مفصل وهذا ما فعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فما علينا إلا الاتباع والعمل بالدليل والسير على نهج الرسول
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }.
فإن هذه الأدلة بحمد الله لا مطعن لأحد في صحتها ولا غبش في معناها، فجلها في الصحيحين أو أحدهما ومعانيها واضحة جلية يفهمها كل أحد فأين الاتباع وأين السمع والطاعة لرسول الله وتنفيذ وصاياه وتحكيم شرعه؟ فالأمر دين ولا يحق للإنسان أن ينتقي من النصوص ما يهوى ويترك النصوص الأخرى فإن هذا منهج أهل البدع والذي ضل بسببه كثير من الفرق عن الحق بل الواجب هو جمع جميع النصوص في المسألة الواحدة حتى لا يلتبس الأمر فيضل الفهم وتزل القدم وينطبق على سعد السفيه واتباعه في زهدهم في كلام العلماء والفقهاء المبني على الأدلة الشرعية
قول الشاعر: