* صنعاء - موفد الجزيرة - محمد العيدروس :
قررت وزارة التعليم العالي أن تكون المحطة المقبلة لفعاليات الأيام العلمية والثقافية السعودية في جمهورية النمسا ، وذلك بعد تزايدات النجاحات والأهداف التي حققتها على صعيد الدول العربية ، وقال الدكتور عبد الله بن إبراهيم المعجل وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون الثقافية في حديث (للجزيرة) : ان الوزارة اعتادت على القيام بمسح تقييمي شامل لكل فعالية تنظم ، وبالتالي تقوم بإجراء التحسينات والتطويرات من فعالية لأخرى.
وأكد د. المعجل أن هناك لجنة مشكلة تتولى اختيار الأكاديميين والأساتذة السعوديين المشاركين في الفعاليات السعودية ، معتمدة في ذلك على عنصر التخصص ومواكبته لنوعية الفعالية وليس للتميز والكفاءة فقط .. ونوه بالنجاحات التي حققتها فعاليات الأيام العلمية والسعودية في اليمن (تستمر حتى الأحد القادم), وتفاعل الشرائح اليمنية المختلفة مع أنشطتها العديدة في جميع المحافظات.
وفيما يلي نص الحديث :
** والأيام السعودية تدخل اليمن في محطة جديدة.. إلى أي أي درجة لمست نجاحاتها وتطورها؟
- وزارة التعليم العالي تبنت فكرة الأيام العلمية والثقافية ، انطلاقاً من دورها في تعزيز العلاقات البحثية والعلمية بين الأكاديميين السعوديين وزملائهم في الدول العربية ، وقناعة منها بان تبادل الخبرات بينهم يثري تجاربهم ويعمق العلاقات العلمية .. وبدأت التجربة منذ عام 1417هـ في سوريا بمعرض للكتاب وعمليات جراحية ثم استمر مرة أخرى في المغرب عام 1419هـ ثم عام 1421هـ في الإمارات ثم الأردن عام 1424هـ ، وفي ذلك الحدث كان هناك نقلة نوعية ، حيث بدأنا في عميلة الندوات المشتركة مع الجانب الآخر ومشاركتهم في أنشطتنا ، ثم تزايدت طبيعة المشاركة في المعارض ولم تقتصر على الكتاب فقط, بهدف تفعيل مساهمتها في خدمة المجتمع ، وكما ترون هناك مشاركة ببحوث من معهد أبحاث خادم الحرمين للحج ومجالات الابتكارات العلمية والاختراعات ومجالات النفط والبتروكيماويات ودور الجامعات ومجالات التعدين وبيئة البحار وهناك مجالات التمور والنخيل.
أما هنا في اليمن فقد أصبحت جميع الندوات مشتركة مع الجانب الآخر المضيف ، وهذه ما نطمح إليه ، اعتقد أن الأيام العلمية والثقافية السعودية نجحت ، وحققت الأهداف المرجوة ، ومن ذلك احتكاك الأساتذة السعوديين بنظرائهم وزياراتهم للمواقع الأكاديمية ومراكز الأبحاث ، إلى جانب مشاركتهم لنظرائهم في تلك الدول في عمليات ثنائية.
** هل لا مست تلك الأيام والفعاليات وضعية الطلاب السعوديين الذين يتلقون تعليمهم في تلك الدول؟ ومدى استفادتهم؟.
- عملية رعاية الطلبة الذين يدرسون في الخارج ، تتولى شؤونها الملحقيات الثقافية ، وهؤلاء الطلبة السعوديون يساعدون في تنظيم تلك الفعاليات كما حدث في الأردن وفي اليمن حالياً ، إلى جانب ذلك فوجود الأيام السعودية في أي من تلك الدول ووجود الأساتذة والأكاديميين واطلاعهم على المؤسسات التعليمية أعطتنا تقارير مفيدة للغاية عن المستويات .. كما أن العديد من تلك الجامعات الشقيقة تعاونت مع الكثير من طلابنا وبدؤوا يعرفون المستوى التعليمي للمملكة وما نطمح إليه كمؤسسات تعليمية سعودية.
وفي أيام الأردن تم حل العديد من الإشكاليات القائمة حول طلبة سعوديين بعد انتهاء الفعاليات ، أيضا نحن نستثمر تلك الفعاليات عموما في إجراء لقاءات مع طلابنا السعوديين.
** خلال تدشين الأيام السعودية في اليمن ، كان هناك ثناء على مشاركة المرأة السعودية ، هل يمكن القول ان محطة اليمن هي أولى المشاركات؟
- الأكاديمية والباحثة السعودية شاركت في الأيام الثقافية في الأردن العام الماضي وكانت محط إعجاب لتفوقها علمياً وبحثاً علمياً ، وها هي الان تشارك في الأيام السعودية في اليمن الشقيق من خلال سبع أكاديميات.
** كنتم في صنعاء ليلة أمس الأول .. وها انتم في عدن الآن في إطار الفعاليات السعودية ، كيف لمستم نبض تفاعل اليمنيين مع الحدث؟
- بصدق .. يمكن القول ان هذه الأيام السعودية أعطت انعكاساً رائعاً حول الوضع التعليمي والجامعي في المملكة ، باعتبار أن الكثيرين منهم لم يزوروا المملكة وبالتالي رأوا هذا الوضع كعينة بسيطة لواقعنا ، ولذلك لمسنا رودود فعل إيجابية, وحدث احتكاك مباشرا بين الأكاديميين والباحثين هنا مع أساتذتنا السعوديين واسهم في تفعيل علاقاتنا الثقافية والعلمية.
** حسناً .. هل هناك توجه لإقامة الأيام السعودية في دول أوروبية ونقلها من الصعيد العربي؟
- ثق تماماً .. أن أي عمل تقوم به وزارة التعليم العالي نقوم بتقييمه فيما بعد ، ونأخذ مرئيات المشاركين من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين .. بهدف محاولة تطوير أعمالنا ومشاريعنا ، وهذا الوضع سبق وقمنا به في كل دولة نزورها ، ولعلك تلاحظ أن كل مشاركة سعودية تختلف نوعاً ما عن الأخرى من حيث الكم والنوع وهكذا .. بمعنى أن هناك تطويرا مستمرا وقريباً وخلال عام ستكون محطتنا القادمة في النمسا.
** ذكرتم أن هناك عشرات الأساتذة والأطباء والأكاديميين يشاركون في فعاليات الأيام السعودية ، ما هي آلية اختياركم وهل هناك لجنة لاختيارهم مثلاً؟
- أود الإشارة هنا.. إلى أن عملية اختيار.. هذه المجموعة أو غيرها لا يعني انهم الأكفاء ولا يعني انهم المتميزون دون سواهم ، ولكن هناك معايير مقننة وضعتها اللجنة المشكلة لهذا الغرض بهدف إعطاء الفرص المتساوية للجميع.
قد يكون للتخصصات دور أساسي وهناك مدى ملاءمة نشاط الأكاديمي أو الأستاذ لنوعية ما سوف يطرح .. عموماً نحن حرصنا على تحقيق ملاءمة دائمة لجميع التخصصات.
|