* الرياض - متابعة عبد الرحمن المصيبيح:
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية عن عظيم شكره وامتنانه لسمو أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن وكافة أعضاء اللجنة المحلية للإشراف على انتخابات المجالس البلدية بمنطقة الرياض على هذه الجهود الموفقة التي بُذلت في سبيل إنجاح هذا المشروع الوطني المهم.
وقال: إن هذه الجهود التي بُذلت والحمد لله ساهمت في تحقيق هذا النجاح. وقال سموه في إجابة عن أسئلة (الجزيرة): إنني مسرور جداً بمسيرة عملية الانتخابات في منطقة الرياض؛ حيث كان سيرها يسعد ويثلج صدورنا جميعاً. وتمنى سموه أن يتواصل هذا النجاح في كافة مناطق المملكة.
وقال سموه: في الواقع كما هو معروف فإن هذه الانتخابات نصفها بالانتخاب ونصفها بالتعيين، والذي أرجوه من المنتخبين أن ينتخبوا المواطن الصالح الذي يستطيع أن يخدم المنصب الذي هو فيه بكل أمانة وعقلانية. وما من شك أن بدء الانتخابات هذه السنة سيعطي فكرة قوية عن عقلية المنتخب السعودي، فلذلك أرجو أن يكون المرشحون من المواطنين والمعينون من الجهات الرسمية على مستوى المسؤولية وعقلاء في التفكير وفي الإدراك، كما أرجو أن يُنتخب الناس الذين لهم دراية في الشؤون البلدية، وهذا على كل حال قد يكون غير متيسر لجميع المناطق، ولكن أهم شيء أن يكون المنتخب يشعر بالأمانة التي وكل بها من المواطنين والمسؤولين، وأن يؤدي أداءً حسناً في خدمة المنطقة التي يمثلها.
من جانبه، أشاد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز رئيس اللجنة العامة لانتخابات المجالس البلدية بمسيرة الانتخابات البلدية في مرحلتها الأولى بمنطقة الرياض، وجهود سمو أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، وقال: إن هذه الجهود ساهمت في تحقيق هذا النجاح المنشود.
وكانت (الجزيرة) قد التقت بعدد من المسؤولين المشاركين في الملتقى الرابع لتطوير الأداء في الأجهزة البلدية الذي كان بعنوان (انتخابات المجالس البلدية)؛ حيث قال الدكتور سليمان الرويشد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للأراضي والمساحة: لا شك أننا سعداء بهذا المشروع الوطني المهم، والكل تابع جهود أمانة مدينة الرياض من خلال تنفيذ هذه التجربة؛ حيث كان الإقبال في البداية دون المستوى المطلوب، لكن مع مرور الأيام وإلمام الناس بهذه العملية الانتخابية شاهدنا توافد الناس وتواجدهم في المراكز الانتخابية، حتى ارتفع عدد الذين قيَّدوا أسماءهم في المراكز الانتخابية. ولا شك أنها مسؤولية تبرز اهتمام الدولة وإتاحة الفرصة للمواطن في صنع القرار، ولا شك أن هذا عمل رائع وكبير، ولكن كل ما نتمناه أن يبادر المواطنون لتقييد أسمائهم.
ويقول الأستاذ المهندس محمد عبد الرحمن المخرج رئيس بلدية محافظة الطائف: مشروع مجالس الانتخابات البلدية مشروع وطني ناجح بكل المقاييس، وهي تجربة رائعة وموفقة بإذن الله، والكل يعرف أن المجالس البلدية قديمة، ولكن الآن وبهذا الشكل الرائع ستكون تجربة تمكن الجميع من الاستفادة منها، وبالذات المناطق التي سينفَّذ فيها المشروع في الفترة القادمة بعد تجربة أمانة مدينة الرياض كتجربة الأحساء. فهذه العملية ستساعد في إشراك المواطن في صنع القرار، وأيضاً تعطي فرصة لشريحة كبيرة من المواطنين للتفاعل مع التنمية من خلال مشاركاتهم في الرأي، ومن خلال دعمهم للأجهزة البلدية القائمة على هذه الخدمات البلدية، واختيار المشروعات التنموية؛ فهم دعامة للجهاز البلدي التنفيذي. وأضاف: استفدت من هذا اللقاء من خلال المحاور المطروحة ومواضيع النقاش، وكذلك تجربة مدينة الرياض في المرحلة الأولى من قيد الناخبين.
ويقول الدكتور عيدروس عبد الله سرور الصبان أستاذ الإدارة المحلية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة كلية الاقتصاد والإدارة: فيما يتعلق بالانتخابات فهي ليست تجربة جديدة، بل هي إعادة تفعيل للانتخابات التي كانت موجودة سابقاً، وأنا أتوقع لهذه التجربة النجاح، ويجب علينا تقبل الإيجابيات، كما يجب علينا أن نتقبل السلبيات ثم نعالجها في الدورة الثانية، وأرى ضرورة مشاركة الناس جميعاً في إنجاح هذا الحدث المهم؛ لأنه يمثل تحدياً للمواطن السعودي، فالدولة - رعاها الله- أعطته المبادرة، ويجب أن يقوم المواطن السعودي بدوره في اختيار الأعضاء الذين يمارسوا هذا العمل، وهذه مسؤولية المواطن، كما أن التحدي بالنسبة للأعضاء المنتخبين أن يقوموا بأعمالهم على الوجه الأكمل، ويمارسوا سلطاتهم الموجودة في النظام ويلتمسوا احتياجات المواطنين الذين يمثلونهم، ثم يعرضوها في المجلس ويتخذوا القرارات المناسبة حيال ذلك.
وأكد الدكتور الصبان في حديثه ل(الجزيرة) الدور المهم الفاعل للإعلام من أجل إنجاح هذا المشروع، وقال: للإعلام دور مهم في التعريف بهذا الجانب؛ لأنه بدون إعلام وبدون توعية لغالبية الناس والمواطنين لن يكون هناك انتخابات مناسبة، ولذا لا يكون هنالك إقبال، ولن يكون هنالك اختيار جيد.
فالمعنيون بالانتخابات يمثلون الشريحة الكبرى من الناخبين، وهؤلاء لم يعيشوا التجربة القديمة، وليس عندهم العلم أو المعرفة الكافية لعملية الانتخابات، فبالتالي لا بدَّ من نشر الوعي أو التثقيف بالنسبة للإعلام للانتخابات في محاضرات مكثفة على مستوى الأحياء وعلى مستوى المدينة وعلى مستوى القرية، أقصد القرى والمدن الصغيرة؛ لأنه سيكون فيها مجالس، وسيتكون أقل مجلس من (4) أعضاء؛ اثنين منتخبين واثنين معينين.
وحول سؤال ل(الجزيرة) عن طريقة إيصال هذا المشروع إلى منسوبي الجامعات وتعريفهم به، قال د. الصبان: أولاً غالبية الطلبة في مرحلة البكالوريوس أقل من السن القانوني بالنسبة للانتخابات في كل الجامعات؛ لأن الانتخابات أتاحت الفرصة للناخب الذي يكون عمره أكثر من 21 عاماً، وهذه واحدة من الأشياء التي أتوقع أن تقوم اللجنة العامة للانتخابات مستقبلاً بتقليل السن القانوني بالنسبة للمقترعين إلى 18 سنة.
أما بالنسبة لتنفيذ الحملة في الجامعة مثلاً فتشمل منسوبي الجامعة الدكاترة الموجودين، وهذا شيء طيب، ولكن تواجهنا مشكلة صغيرة وهي تعيين الدوائر الانتخابية؛ لأن كل شخص لا بدَّ أن ينتخب في دائرته، وهذه تحتاج إلى توضيح للناس، وهناك شيء مهم قد يساعدنا كثيراً في تسجيل الناخبين، وهو تفعيل دور عمد الأحياء؛ لأن العمد الآن ليس لديهم سجلات لسكان الحي، وإذا ما توفر لهم هذا الشيء فسوف تتحقق استفادات كبيرة في أكثر من مجال، سواء في المجالات الأمنية أو في مجال الانتخابات؛ لأن وجود سجل لدى عمدة الحي عن طريق أجهزة حاسب وسجلات وعدد المساكن سوف يساعدنا في أمور كثيرة، وخاصة تحديد الناخبين.
|