* الفلوجة - (ا.ف. ب):
يثير حجم الدمار اللاحق بمدينة الفلوجة العراقية وتواصل الاشتباكات بين جنود المارينز والمقاتلين علامة استفهام كبيرة حول إمكانية عودة السكان إلى ديارهم.
ويقول ضابط في سلاح المارينز الأميركي إن (آخر ما يتمناه المرء هو تكليف المارينز بالسيطرة على مدينة ما) في إطار تفسيره الدمار اللاحق في هذا المعقل السني الواقع على بعد خمسين كيلومتراً غرب بغداد.
ولم ينته بعد نهائياً الهجوم الأميركي الذي بوشر في الثامن من تشرين الثاني - نوفمبر لإخراج المسلحين من هذه المدينة التي كانوا يحكمون السيطرة عليها.
وتظهر أرقام الجيش الأميركي أن ستة جنود من المارينز و47 مسلحاً قتلوا منذ الجمعة. ولا تزال الأسلحة الثقيلة والأسلحة الأوتوماتيكية تدوي في أرجاء المدينة خلال محاولة المارينز (تطهير) الفلوجة من المسلحين.
وقال الكابتن بول باتي من سلاح المارينز (سيتملك الغضب الشديد السكان عندما يطلعون على حجم الخراب في مدينتهم. لو كنت واحداً منهم لغضبت كثيراً، مضيفاً: هذا هو ثمن الحرية على حد قوله.
ويقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إن ثلث المساكن بات غير قابل للسكن و5 إلى 10% من أبنية المدينة دمِّر كلياً خلال المعارك.
وهذه الأرقام لا تعكس جيداً منظر الدمار الحاصل في الفلوجة. فغالبية الجدران فيها انهارت أو تشققت أو تحولت إلى سواد.
وتحمل الأبواب آثار الرصاص أو أنها تطايرت من مكانها كلياً. وتتكدس النفايات والركام على الأرصفة المتضررة. أما المنازل فهي أما مدمرة أو محترقة ومشققة أو نخرها الرصاص في حين تطاير الستار الحديدي للمتاجر وكذلك البضائع الموجودة داخلها.
وحدها دوريات المارينز موجودة في الشوارع مما يعطي الانطباع أن الفلوجة تحولت إلى مدينة أشباح وخصوصا أن شوارعها معتمة بعد انقضاء النهار مع غياب الأنوار.
وينصب جنود المارينز أربعة حواجز في ضواحي المدينة يمكن من خلالها لأرباب العائلات الدخول لتقييم حجم الأضرار اللاحقة بممتلكاتهم. ويقول الكابتن باتي إنهم سيحصلون عندها على مبلغ 500 دولار كمبلغ ترضية لنقول لهم (نحن آسفون لما حصل لمدينتكم).
وأعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز الذي زار بغداد الثلاثاء عودة حفنة من السكان (في الأيام المقبلة).
وأوضح الكابتن باتي أن هذه العودة المؤقتة المقررة أصلاً اليوم، لن تحصل على الأرجح قبل 24 كانون الأول - ديسمبر الحالي، مشدداً على أن احترام هذا التاريخ (سيكون صعباً جداً أيضاً).
لكن ذلك لن يعني بالضرورة عودة دائمة التي هي رهن بالظروف الأمنية. وأكثر ما يخشاه المارينز هو مواجهة عدو في وسط السكان المناهضين بشكل عام لوجودهم.
ويقول اللفتنانت ريكس ماكينتوش من سلاح المارينز أيضاً: (المارينز يحسنون فعلاً قتل الأشرار لأن بإمكاننا أن نستخدم في مواجهتهم كل الترسانة المتوافرة لنا).
ويضيف: لكن ما إن يوجد مدنيون، يحد ذلك من قوة النيران. الأصعب في كل ذلك هو التمييز بين المدنيين والأشرار. ويقول الكابتن باتي إن المارينز يعولون على حلول أفواج من الجيش العراقي الجديد مكانهم اعتباراً من منتصف شباط - فبراير المقبل. ويساند فوج من هذه القوة من الآن المارينز في الجزء الشمالي من المدينة لكنه يضم فقط 120 عنصراً على ما يفيد ضابط أميركي طلب عدم الكشف عن هويته. وبانتظار ذلك حتى الكلاب والهررة تختبئ، وحدها الطيور لا تزال تحلِّق في الأجواء.
ويقول السرجنت في سلاح المارينز تيد هرالد إن وجود هذه الطيور محبب لا سيما الحمام. ويقول (أحياناً نراها تطير فجأة ونعرف عندها أنه ربما يكون أشرار في المنطقة).
|