* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
العنصرية الصهيونية متجذرة في نفوس بني يهود، سياسيين وحاخامات وجنودا، وفي آخر تقليعة عنصرية صهيونية، أصدر حاخام يهودي فتوى تبيح قتل الجرحى الفلسطينيين، وذلك في أعقاب الكشف عن قيام وحدة سلاح البحرية الإسرائيلية بإعدام فلسطيني بدم بارد بعد أن أصابوه وجردوه من سلاحه الشخصي.
وقال هذا الحاخام، الذي يدعى، شلومو إينير، وهو حاخام إحدى كبرى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة : إنه يحق للجنود الإسرائيليين قتل الجرحى الفلسطينيين.. إن قتل هؤلاء الجرحى (حلالٌ في الديانة اليهودية) باعتبارهم أعداء..
ويشغل الحاخام اليهودي المتطرف منصب حاخام مستوطنة (بيت إيل) اليهودية قرب مدينة رام الله.. وتأتي هذه الفتوى من الحاخام لتضاف لفتاوى أخرى لحاخامات آخرين اعتبرت قتل العرب ليس محرماً..
وكان أهالي الجنود الإسرائيليين من الوحدة البحرية الذين كشف النقاب عن قيامهم بإعدام أحد المقاومين الفلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين، وهو، محمد كميل، يوم الجمعة الماضية، بدمٍ بارد بعد تجريده من سلاحه وهو مصاب، حثوا أبناءهم على مواصلة ما يقومون به بقتل الفلسطينيين دون رحمة..!!!
وفي خطوة غير مستغربة على دولة الإرهاب الإسرائيلي؛ أصدر الجيش الإسرائيلي، مساء يوم الخميس (9 -12-2004) بياناً جاء فيه: أن قوة البحرية التي قتلت الأسبوع الماضي، محمد كميل، على الرغم من أنه لم يهدد حياة أفرادها، عادت إلى مزاولة نشاطها.. وحسب النتائج للتحقيق الجاري في الموضوع لم يُكشف عن وجود إخفاقات أخلاقية في عمل القوة، لكن وقع خلل في عملها من الناحية المهنية.. حسب مزاعم جيش الاحتلال..!!
هذا ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي، آرائيل شارون، بشدة عن جنود جيشه، الذين أدينوا بتنفيذ عمليات قتل عمد وبدم بارد ضد الفلسطينيين، بقوله للصحفيين في الكنيست الإسرائيلي: إنه يقترح على الجميع عدم الخلط بين الأمور والدخول في حالة هستيريا، مضيفا: إن جنود الجيش الإسرائيلي يقاتلون في معركة صعبة ويواجهون (قتلة منحطين)، واصفاً جيشه بأنه من أرفع الجيوش التي يعرفها خلقاً وعلينا مرة أخرى أن نفهم الجهة التي يحاربها الجنود.. إنني أثق بجيشنا..
إلى ذلك، اعترفت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن خُمس الجنود الإسرائيليين يكرهون العرب ويعتقدون بأن دمهم أقل قيمة من دم اليهودي.. ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، اليعيزر شتيرن، قوله عقب نشر القضية الجديدة التي تورطت فيها الوحدة البحرية المختارة (شييتت) بإعدام فلسطيني في مدينة رام الله بأن خُمس الجنود في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن العربي لا يساوي اليهودي..
وأضاف هذا الإرهابي، شتيرن، قائلاً: عندما أصادق على تنفيذ عملية قد يصاب فيها مواطنون فلسطينيون أبرياء، فإنني آخذ بالاعتبار كم حياة أُوفر في الجبهة الداخلية ل(دولة إسرائيل)..!!!
* جرائم بحق الطفولة الفلسطينية
وفي هذا السياق، كانت مصادر إسرائيلية كشفت أن جيش الاحتلال قتل في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بداية العام الجاري (2004)، أكثر من 369 مدنياً فلسطينياً، بينهم 150 طفلاً..
وقالت منظمة (بتسيلم الإسرائيلية) التي تعنى بحقوق الانسان، في تقرير لها نُشر، حديثاً، تعرض الجزيرة أهم ما جاء فيه: إنه وفق المعطيات التي لديها فقد قتل الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري 2004 وحتى الآن أكثر من 369 فلسطينياً لم يكونوا جزءاً من القتال مع قوات الاحتلال، مشيرة إلى أن الجيش قتل 258 فلسطينياً في قطاع غزة و111 في الضفة الغربية.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت منذ تفجر انتفاضة الأقصى الفلسطينية، قبل أكثر من أربعة أعوام، أكثر من 4000 فلسطيني، أكثر من ربع عدد الشهداء هم من الأطفال، فيما أصيب أكثر من 45 ألف فلسطيني برصاص الاحتلال ثلثهم تقريباً من الأطفال، ومن بين المصابين سبعة آلاف أصبحوا معاقين، بين هؤلاء السبعة آلاف ثلاثة آلاف من الأطفال المعاقين!
وفي هذا السياق، أيضا، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في تقريره الأسبوعي، الذي تسلَّم مراسل الجزيرة نسخة منه باليد: أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت خلال الأسبوع الماضي اقتراف المزيد من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال المركز: إن حصيلة جرائم قوات الاحتلال كانت استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة العديد منهم بجراح، وصف بعضها بالخطر، فضلاً عن تجريف المزيد من الأراضي الزراعية واعتقال العديد من المدنيين.
وأوضح المركز، أن قوات الاحتلال اقترفت هذه الجرائم وغيرها من خلال اقتحام المدن والبلدات، فضلاً عن أعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية وأعمال القتل العمد، والاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي تتواصل فيه حالة الحصار المشدد على كافة التجمعات السكنية، كما تتواصل أعمال البناء في (جدار الفصل العنصري)، داخل أراضي الضفة الغربية؛ كما اقتحمت القوات الإسرائيلية العديد من مكاتب ومقرات الجمعيات الخيرية والثقافية والأهلية، وعبثت بمحتوياتها، وصادرت بعض تلك المحتويات، ونقلتها معها؛ وفي تطور لافت لأشكال اعتداءات المستوطنين اليهود، ألقت مجموعة منهم قنبلة يدوية تجاه عدد من المدنيين الفلسطينيين في مدينة الخليل، مما أسفر عن إصابة طفل بجراح بالغة.
|