* كتبت شيخة القحيز:
الشيخ محمد بن عبدالله المشوّح رجل متعدّد المواهب والأعمال فهو أديب وإعلامي ومستشار ومحامي وكان من قبل معلما تربويا، له صالون أدبي، عرف ب(ثالوثية المشوّح) طموحاته تسابق الأيام، له نشاطٌ في التأليف وعدد من الكتب المطبوعة بالإضافة إلى مشاركته في كتابة عدد من المقالات في الصحف والمجلات الثقافية والبرامج الإعلامية عبر الإذاعة والقنوات الفضائية المختلفة، لقاؤنا مع الشيخ محمد بن عبدالله المشوح، نسبر أغواره معكم.
* الاسم الرباعي وعام الميلاد وبلدة العائلة ومحل الإقامة الحالي؟
- محمد بن عبدالله بن إبراهيم المشوح، مواليد مدينة بريدة 1386هـ -1966م والإقامة حالياً في مدينة الرياض.
* مراحل التعليم والشهادات العلمية والمهنية التي حصلتم عليها؟
- تلقيت مراحل تعليمي الأولى في مدينة بريدة الابتدائية والمتوسط والثانوي ثم التحقت بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم وتخرجت من هناك كما حصلت على عدد من الدورات من معهد الإدارة العامة في المرافعات الشرعية والمنازعات الإدارية.
كما شاركت في عشرات الملتقيات والدورات الشرعية في عدد من دول العالم.
* المناصب التي تقلدتموها والمهن التي مارستموها؟
- عملت فور تخرجي مدرساً في مدارس الأبناء التابعة لوزارة الدفاع والطيران ثم انتقلت إلى أمانة مدينة الرياض محامياً ومستشاراً شرعياً حتى قدمت استقالتي بعد تسع سنوات في العمل الحكومي وتفرغت لإدارة مكتبي الخاص للمحاماة والاستشارات.
* الحالة الاجتماعية وعدد الذرية؟
- الحالة الاجتماعية متزوج ولله الحمد ولدي عدد من الأبناء والبنات.
* كيف دخلتم عالم المحاماة، ولماذا؟
- العمل في مهنة المحاماة عمل شاق وممتع في آنٍ واحد فهو يغوص بالمحامي إلى أبحر المجتمع وقضاياه وهمومه ومشكلاته الاجتماعية والاقتصادية والتي غالباً ما يكتنفها التداخل والحساسية في حلها إضافة إلى متعة عمل المحاماة حيث إن فيه إحقاقاً للحق وحجزاً للباطل ورداً للحقوق إلى أهلها وهذا مكتسب معهم إذا ما أحسن المرء القصد فيه وهي أقدار كتبها الله على العباد وكل ميسر لما خلق له.
* هل الشباب السعودي يُقبل على مهنة المحاماة؟
- الإقبال من الشباب السعودي على مهنة المحاماة جيِّد فهناك أعداد من خريجي كلية الشريعة والقانون وبرامج الأنظمة وهؤلاء جميعاً لهم رغبة في ممارسة عمل المحاماة.
* هل ترى للمرأة دوراً في المحاماة، وهل يمكن أن تكون المرأة محامية ناجحة
- المرأة لها دور مهم في إيضاح الحقيقة ونقلها وخصوصاً فيما يتعلق بمحيط النساء ومن الممكن أن تكون مُعيناً مهماً للقضاء في هذا الجانب. أما دخولها في عمل المحاماة فهو منوط بظروفه وأحواله ونوازله. ولاشك أن هناك حاجة ماسة إلى دور المرأة المشروع في بيان قضاياها ومشكلاتها التي يتعذر للرجال معرفتها.
ومن هنا فإن مشاركة المرأة في مجال المحاماة عبر تقديم رأيها واستشاراتها أمر محمود ومطلوب والنساء أدرى بشؤونهن.
* تعريفكم للفكر والأدب؟ وهل هما فنان يختلفان شكلاً ومضموناً؟
- الفكر والأدب عينان في رأس وهما يشكلان تكاملاً مهماً للثقافة وكلاهما مرتهن بصاحبه ولا غنى لواحد عن الآخر.
أما الاختلاف فليس ثمة شك أن للأدب رعايته ومدرسته ومنهجه كما أن الفكر كذلك.
* زينة الحياة الدنيا -البنون- تربيتهم من يتحملها أكثر الأب أم الأم؟
النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار في الحديث الصحيح إلى الأب والأم المشترك في التربية فقال (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) صحيح أن الدور يتفاوت ويغلب تارة أحدهما الآخر إلا أن الشراكة لا يمكن فصلها عن دورها في التربية. إضافة إلى لوحة الحياة الفاتحة اليوم توحي بمسؤولية تتعاظم على الأم.
* ندوتكم الثالوثية كيف بدأت فكرتها وكيف يتم تنفيذها بالعمل والمفكرين والموضوعات؟
- الثالوثية انطلقت فكرتها منذ حوالي ثلاث سنوات رغبة في إيجاد جلسات ثقافية وعلمية مفيدة يكون فيها عفوية مطعمة بروح اجتماعية يغذيها رواد من أهل العلم والفكر والأدب والثقافة ويتم الاحتفاء بهم وتكريمهم والاستماع إلى تجاربهم وآرائهم في محطات حياتهم إضافة إلى التركيز على دور الشباب وبث روح الحماس الثقافي إشاعة هذا الهم الذي حرفوا عنه بشواغل الحياة المتلاحقة.
* هل تمت الاستفادة من تلك الندوات علمياً وفعلياً؟
- أترك للإخوة ممن حضروا بعض الفعاليات الثلوثية التقييم فهم الذين يستطيعون الحكم بالفائدة أو عدمها.
* كيف ننمي الأدب لدى الأفراد والمجتمع؟
- يتجه الأدب لدى الأفراد أو منطقة بالمجتمع بكافة مؤسساته ورجالاته وهي مسؤولية.
* ما الذي يجمع بين الأدب والمحاماة من الروابط؟
- كالذي يجمع بين العقل والفكر
* في القضايا الكبيرة هل يمكن أن يخسر المحامي وقد درسها جيداً وهل حصل لكم ذلك؟
- المحامي كالطبيب قد يوفق في تلك العملية وقد يُخفق في أخرى والمحامي لاشك أنه يبذل جهده وطاقته في بيان الحق وإبرازه لكنه قد يخسر لأسباب ذاتية أو خارجية.
* من هي الفئات المستفيدة من ندواتكم، وعادة كم متوسط الحضور لها؟
- الفئات المستفيدة عديدة من الشباب والشيوخ حتى النساء والمرأة فالثالوثية موثقة في أشرطة فيديو يتم الفسح لها رسمياً وبيعها عن طريق محلات البيع المعروفة، كما تقدم الثالوثية إهداءات إلى ضيوفها وروّادها عبارة عن رصد وتوثيق لتلك الندوات صوتاً وصورة.
* ألم يحن الوقت لأن يكون هناك نادٍ ثقافي فكري نسائي؟
- ليست الحاجة إلى مبانٍ بقدر حاجتها إلى المعاني، فها هي الأندية الأدبية في كافة مناطقنا وكثيرون يدعون بالويل والثبور عليها.
* هل لكم حضور في المناشط الثقافية والأدبية العامة، وكيف ذلك؟
- هناك مشاركات متعددة في بعض الندوات والأمسيات المقامة من بعض المؤسسات الثقافية والأدبية أسأل الله أن ينفع بها.
* هل لكم مؤلفات مطبوعة أو مخطوطة، وعلى ماذا انصبابها؟
- لدي مطبوع كتب: (مفردات) وهي مجموعة مقالات نشرت لي في زاوية بمجلة اليمامة، وكتاب صدر حديثاً (عميد الرحالين) محمد بن ناصر العبودي حياته وإسهاماته وجهوده.
وهناك عدة كتب جاهزة للطبع مثل كتاب (في موكب الدعوة) وهي لقاءات عقدتها مع أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة عن حياتهم وجهودهم وسيرتهم، وقد سبق إذاعته في إذاعة القرآن الكريم.
* ثمرة فؤادكم هل اتجه أحد منهم اتجاهكم الأدبي أو العلمي؟
- أبنائي لم يزالوا بعد صغاراً وأحاول تربيتهم وتنشئتهم على القراءة والمطالعة وحب العلم والأدب.
* هل الرجل شريك للمرأة في جميع مراحل أعمار أولاده من الناحية التربوية؟
- هي شراكة دائمة موزعة الأدوار والأزمان يستشعر كل منهما واجبه كل لحظة يرى أن دوره قد حان منها.
* كيف توفق بين نشاطاتك الأسرية والاجتماعية في ظل التزماتك الكثيرة؟
- الوقت ليس ثمة عيب فيه إنما العيب منا حيث نهدر الكثير من أوقاتنا ولو أسهمنا في تنظيمها لظفرنا بوقتٍ كاف لكافة حاجاتنا ومتطلباتنا الفكرية والأسرية.
* في عصر الانترنت ماذا بقي للكتاب من مساحة وقتاً واهتماماً في حياة الناس؟
- الكتاب باق وصامد على الرغم من المنافسة ومحاولات الإقصاء له من قبل وسائل المعلومات الحديثة مثبتاً أهليته وثباته.
* الطموحات التي كنت ترمي إليها قديماً هل سعيت في تحقيقها الآن أم تلاشت؟
- الطموحات لا تنتهي والآمال لا تنقطع والمرء يفنى وما قضيت حاجاته والطموح والأمل هما وقود النجاح.
* في هذا العالم المتلاطم بالتيارات ما الذي يفرحكم وما الذي يحزنكم؟
- يُفرح المرء النجاحات المشهودة للمسلمين في بعض الجوانب التي لو كرس المسلمون جهدهم بها لقفزت حضارتنا وثقافتنا كثيراً. بيد أن الحزن يحجب بقوة وعنوة كل بسمة فرح تشرق على وجوهنا فالمآسي المتعددة والمحن المتلاحقة على شعوب وبلدان المسلمين تبعث أسى لا حد له، أما غاية الحزن وأقساه فهو الثقافة والفكر الدخيل على ثقافتنا وعقيدتنا والذي يسعى لجعل وحدتنا وأمتنا ولحمتنا شذر مذر ويفلت من أيدينا هذا المنجز الوحدوي الهائل والذي نتذوق طعمه وحلاوته ويسعى المغرضون لخنقه والقضاء عليه.. لا حقق الله مآربهم.
* وصية تقدمها عبر المجلة العربية هي؟
- أوصي الشباب خصوصاً بالقراءة ورفقة العلم فهو نعم الرفيق كما أن المجلة العربية إصدار عربي أصيل جدير بالاهتمام والاقتناء ففي صفحاتها مائدة رائعة ممتعة من شتى العلوم والمعارف.
* لكم مساهمة إذاعية مميزة مثل برنامج (في موكب الدعوة) لماذا انحسر حماسكم في مقدمة وختم مشاهد ورحلات ولم يعد لكم غير ذلك؟ وأنتم تملكون صوتاً إذاعياً جميلاً وحساً أدبياً! فما مبرركم في هذا؟
- الحقيقة أن هناك مشاركات إعلامية عديدة في العامة والتلفاز والإذاعة ويسعى المرء جاهداً التوفيق فيها وإن كانت الإذاعة لها وقع خاص في نفسي وأرجو أن يستمر تواصلي مع مستمعي هذه الإذاعة المباركة إذاعة القرآن الكريم.
|