قبل أن أبدأ في تعكير صفو مسامع المسؤولين في الاذاعة بهذه الهمسة لي رجاء بأن نجد منهم آذاناً صاغية وألا تتلاشى في متاهات اللامبالاة.. فإن مسيرتنا الفنية الرائدة وهي سائرة في طريق الازدهار تحتاج منا الى كثير من العناية والتضحية والاهتمام حتى نوفر لها الأرضية الجيدة ونمنحها عناصر البقاء والخلود.
فنحن ندرك - حتى ولو لم نكن على ثقافة فنية عالية - ان الاغنية غالباً ما تكون ثمرة لجهد ثلاثة وهم المؤلف الذي كتبها بنبضات قلبه والملحن الذي جسّد معانيها بريشته المرهفة.. ثم أخيراً المغني الذي يؤديها باحساسه الصادق..
حيث يكون هؤلاء اضلاع الأغنية الثلاثة وتكون - المعاناة - قاسماً مشتركاً بينهم جميعاً فإن المعاناة أكسير الحياة لأي عمل فني وتختلف نسبتها من فنان لآخر، وتختلف تبعاً لذلك درجة جودة هذا الانتاج وأصالته..
فالعمل الفني مخاض لمعاناة.. وثمرة لجهد.. ونتيجة لتعب - عزيزي القارئ أرى اني أسهبت في سرد حقائق معروفة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار غير أني لا ادري مدى ايمان المسؤولين في الاذاعة بهذه الحقائق البديهية وإلا فما معنى عدم ذكر اسمي المؤلف والملحن إلى جانب اسم المغني الذي لا يفوقهما أهمية؟!
فهل هذا تجاهل أم اجحاف بحق المؤلف والملحن اللذين يعطيان هذا العمل الكثير من الجهد وشحذ الفكر حتى يستقيم عوده ويرى النور ثم يقابلان بهذا الانكار من قبل اذاعتنا الحبيبة.. لست أدرى أي سر يكمن وراء اصرار الاذاعة على هذا الموقف؟.. ان هذا السؤال يطرح نفسه على لسان كل المستمعين فهل من جواب شاف عليه؟
اننا في الانتظار ونرجو ألا يطول هذا الانتظار.
محمد سعيد الغامدي | 
"زمان الجزيرة"