في مثل هذا اليوم من عام 1993 أصدر رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت جون ميجور ونظيره الأيرلندي الشمالي ألبرت رينولدز إعلان داوننج ستريت الذي يعترف بحق سكان أيرلندا الشمالية في تقرير المصير.
والمعروف أن الشطر الشمالي من أيرلندا ظل تحت السيادة البريطانية منذ أن منحت بريطانيا الشطر الجنوبي استقلاله في عشرينيات القرن الماضي وإعلان جمهورية أيرلندا.
ومنذ ذلك الحين تخوض أغلبية سكان أيرلندا الشمالية من الكاثوليك نضالاً سياسيا وعسكريا من أجل الاستقلال عن التاج البريطاني والانضمام إلى الشطر الجنوبي لإقامة دولة أيرلندا الموحدة.
يقود الكفاح المسلح الجيش الجمهوري الأيرلندي، فيما يقود الكفاح السياسي جناحه السياسي حزب شين فين.
وشهدت سنوات الثمانينيات تصعيدا في الهجمات المسلحة التي نفذتها عناصر الجيش الجمهوري ضد المصالح البريطانية سواء في لندن أو في أيرلندا الشمالية.
وكرد فعل للتصعيد العسكري شهد المسار السياسي نشاطا مماثلا ودخلت الولايات المتحدة على الخط كوسيط يمثلها عضو الكونجرس جورج ميتشل.
وكان إعلان دواننج ستريت نسبة إلى مقر رئيس الحكومة البريطانية في المنزل رقم عشرة بشارع دواننج ستريت بقلب لندن نقطة تحول مهمة في مسيرة هذه الأزمة، حيث أكد حق شعب أيرلندا الشمالية في تحديد مصيره وأن هذا الإقليم سيتحول إلى جمهورية إذا اختارت الأغلبية ذلك.
وكان هذا الإعلان أساسا مقبولا لكي يعلن الجيش الجمهوري وقفا لإطلاق النار في أكتوبر عام 1994 فيما عرف باسم اتفاق الجمعة العظيمة. ورغم مرور أكثر من عشر سنوات مازالت المشكلة قائمة حيث لم يتوصل أطراف الأزمة إلى حل نهائي لها.
|