تمثِّل خدمات الإرشاد جزءاً أساسياً من برنامج رعاية الموهوبين والمتفوقين ويبقى أي برنامج تربوي يقدَّم للموهوبين قاصراً عن تلبية احتياجات الطلبة ما لم يتم تدعيمه بخدمات إرشادية منظمة ومتكاملة؛ وذلك لأن إهمال هذه الخدمات يؤثِّر بصورة سلبية على دافعيتهم للتعلّم والإنجاز، وطموحاتهم المستقبلية، وتقديرهم لذاتهم، ونموهم العاطفي، وعلاقاتهم الاجتماعية، ونموهم المهني، كما أن خدمات الإرشاد ضرورية لمساعدة الطلبة الموهوبين على التكيّف مع حقائق عالمهم الخارجي التي تكون محبطة في بعض الأحيان، ومع مكونات عالمهم الداخلي بما يحويه من قدرات ودوافع وميول وقيم واتجاهات.
أسباب مشكلات الموهوبين
تعتبر فئة الموهوبين من فئات المجتمع ذوي الحاجات الخاصة من الناحيتين التربوية والإرشادية نظراً لما يعانيه الموهوب من مشكلات قد تحول دون ظهوره وتميّز أدائه بالمستوى المتوقّع للأسباب التالية:
- عدم تلبية الحاجات الاجتماعية والعاطفية للطلبة الموهوبين.
- عدم كفاية المناهج الدراسية العادية وعدم استجابة المناخ المدرسي العام الذي يغلب عليه طابع الفتور وعدم المبالاة تجاه الطلبة الموهوبين.
- وجود فجوة بين النمو العقلي والعاطفي للطلبة الموهوبين، حيث يتقدَّم النمو العقلي بسرعة أكبر من النمو العاطفي.
توجيه وإرشاد الموهوبين
تهدف برامج الإرشاد المقدمة للموهوبين إلى مساعدتهم على النمو السوي والتكيّف الإيجابي في المجالات الانفعالية والمعرفية والمهنية، بالإضافة إلى مساعدة الوالدين والمعلمين على فهم خصائصهم وتطوير أساليب فعَّالة في التعامل معهم وتلبية احتياجاتهم، وتساهم البرامج الإرشادية في التالي:
- المساعدة على تقبّل الذات والاعتراف بعناصر الضعف والقوة.
- تنمية القدرة على التكيّف الاجتماعي.
- المشاركة الفعَّالة مع الآخرين والتقرّب منهم.
- تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو أنفسهم ومجتمعهم.
- تنقية مبادئهم من سوء الفهم والمتناقضات.
- تنمية مهارات حل الصراعات والمشكلات واتخاذ القرار والتفكير الناقد والإبداعي وأساليب خفض القلق والتوتر.
- تنمية المهارات القيادية والحس بالمسؤولية الاجتماعية.
- تقبل الأخطاء كخبرات تعليمية، وتحمل المسؤولية في السعي نحو التميز وليس الكمال.
دور المرشد الطلابي
للمرشد الطلابي دور بارز في مساعدة الطالب الموهوب على فهم ذاته ومعرفة قدراته والتغلب على ما يواجهه من صعوبات ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني والسلوكي لبناء شخصية سوية وذلك عن طريق ما يلي:
- يساهم مع معلّم الموهوبين في توعية المعلمين بخصائص الطلاب الموهوبين وأساليب الكشف عنهم.
- التعاون مع لجنة الموهوبين بالمدرسة لإصدار نشرات موجهه للمعلمين والوالدين والطلاب للتعريف ببرامج رعاية الموهوبين بالمدرسة.
- المساهمة في الكشف المبكر عن الطلاب الموهوبين وترشيحهم للجنة رعاية الموهوبين بالمدرسة.
- تطوير مفهوم العلاقات الإنسانية وتطوير مهارات الاتصال مع الآخرين.
- العمل على تطوير مستوى التحصيل الدراسي والإنجاز الأكاديمي وغير الأكاديمي.
- توعية الوالدين بخصائص الطلاب الموهوبين واحتياجاتهم وكيفية التعامل مع مشكلاتهم ومساعدتهم على التكيّف مع أشقائهم وأصدقائهم.
- تشجيع الطلاب الموهوبين على إنجازاتهم ودعمهم وإبرازها عن طريق إشراكهم في بعض الجماعات النشطة داخل المدرسة.
- توثيق الصلة بين البيت والمدرسة والاستفادة من مجالس الآباء والمعلمين فيما يخدم الطلاب الموهوبين.
إضاءة
يمكن أن يمارس المرشد الطلاب دوراً فعَّالاً في تطوير علاقات إيجابية بين إدارة المدرسة ومعلميها من جهة وبين أولياء أمور الطلبة الموهوبين من جهة أخرى بغض النظر عن طبيعة البرامج التي تقدِّمها المدرسة، سواء كان لدى المدرسة برامج خاصة للموهوبين أم لم يكن؛ وذلك عن طريق العمل مع كل طرف على حدة، ومساعدة الطرفين على تطوير علاقات مثمرة لمصلحة الطلاب.
|