Wednesday 15th December,200411766العددالاربعاء 3 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق وأجنحة"

الموهوب في مرحلة الطفولة المبكرة ودور الأسرة في رعايته الموهوب في مرحلة الطفولة المبكرة ودور الأسرة في رعايته

الطفولة المبكرة
تبدأ هذه المرحلة علمياً منذ بدء سن الثالثة حتى نهاية السنة السادسة وتعرف أيضاً باسم (مرحلة الحضانة).. ففي هذه المرحلة يتم لدى الطفل الاتزان العضوي والفسيولوجي والتحكم في الإخراج، كذلك تكتمل لدى الطفل قدرات جسمية جديدة كالمشي وقدرات عقلية كالكلام والإدراك الحسي، كل هذه القدرات تبعث لدى الطفل قوة جديدة, فبالمشي والحركة يرتاد الأماكن ويتنقل فيها ويتعرف عليها فتنمو لديه قدراته الحركية وحبه للمعرفة، وبالكلام يعبر عن رغباته ويسأل عن الأشياء التي يريد أن يستفسر عنها، وتنمو معها قدراته اللفظية.
علامات ومؤشرات للموهبة في الطفولة المبكرة
تنبه غير عادي منذ مرحلة المهد، لا يحتاج للنوم كثيراً، فترة انتباه أطول، مستوى نشاط عالٍ، يتعرَّف على الأم والمخالطين له في عمر مبكر، استجابة فائقة للمثيرات سواء للضوضاء، أو للألم أو للإحباط، تقدم سريع بين مراحل النمو المعروفة، ذاكرة غير عادية، التعلم بسرعة وبشوق، نمو لغوي مبكر ومتنامٍ، الولع بالكتب، (مصادر المعرفة)، حب الاستطلاع والسلوك والاستكشاف والاستدلال التجريدي، ومهارات حل المشكلات، تصورات حية (في التفكير في اللعب)، الحساسية، الحنان، العطف.
دور الأسرة في الكشف عن الموهوبين:
إن للأسرة دوراً رئيساً وحيوياً في صياغة شخصية الطفل وتشكيلها، في كافة مراحل النمو بعامة، وفي مرحلة الطفولة المبكرة بخاصة، إذ تتكون في هذه المرحلة ملامح الشخصية ومعالمها.
وتسهم الأسرة بشكل فعال في اكتشاف اطفالها وتقييمهم، حيث يتاح للأسرة فرصة ملاحظة أطفالها ومتابعتهم لفترات طويلة وأن الآباء والأمهات بشيء قليل من الوعي والفهم، وبقدر مناسب من الموضوعية وعدم التحيز، وبملاحظة دقيقة ومقصودة لجوانب النمو الشامل عند طفلهم، يستطيعون تقدير مستوى ذكاء طفلهم بشكل عام، وربما استطاعوا ان يكتشفوا فيه دلالات التفوق والموهبة الحقيقية.
ولكي تستطيع الأسرة أن تقرر إذا كان للطفل مواهب مميزة وهو في مرحلة الطفولة المبكرة، لا بد أن تجري مقارنة بين صفات طفلها والصفات التي يتميز بها معظم الأطفال الموهوبين والتي من أبرزها.
1 - يتفوق الطفل الموهوب على أترابه في سرعة المشي والكلام، ويستخدم حصيلته اللغوية الوفيرة بسهولة ويسر ودقة.
2 - يظهر قدرة على الابتكار وسعة في الخيال حين تواجهه المواقف المختلفة.
3 - كثير التساؤل ويسعى إلى المزيد من المعرفة عن أشياء مختلفة.
4 - يحب التعلم ويرغب في القراءة ويطلب المساعدة على تعلم القراءة قبل عمر السادسة.
5 - يظهر قدرة واضحة على التركيز والانتباه.
ومن خصائص الأطفال الموهوبين والأطفال المتفوقين في مرحلة ما قبل المدرسة الآتي:
- القدرة على التعلم بسرعة وسهولة في سن مبكرة فقد يتعلَّم بعض الأطفال المتفوقين القراءة تلقائياً ودون تدخل الكبار.
- القدرة على إدراك العلاقات المسببة وفهم المعاني والتلميحات.
- القدرة على استبقاء ما يكتسبونه من أنشطة التعلم المختلفة.
- امتلاك مفردات لغوية كثيرة في سن مبكرة ويحسنون استخدامها.
- القدرة على استخدام الحصيلة اللغوية في تكوين جمل تامة بدقة شديدة.
- القدرة على طرح العديد من الاسئلة عن موضوعات متنوعة.
- الدقة في الملاحظة والاستجابة السريعة لما يلاحظونه من أشياء وعلاقات. إن معرفة الأسرة ووعيها بأبرز صفات الموهوبين تساعدها في التعرف على مواهب أبنائها وتوجيههم وإرشادهم وتلعب الأسرة دوراً هاماً في حياة الطفل وتطورها، وتكسبها اتجاهات وقيماً إيجابية وميولاً علمية، من خلال توفر عوامل الاستثارة العقلية والتقدير والتعزيز، وتهيئة الظروف المناسبة للنمو السوي الشامل المتوازن الأبعاد أو تسهم في طمس شخصية الطفل وتحطيمها من خلال سلبيتها وعدم تقديرها لمواهب طفلها واهمالها وعدم اعترافها بقدراته المبدعة المتميزة.
أساليب التنشئة الأُسرية
تبين العديد من الدراسات أن أساليب التنشئة الأُسرية تلعب دوراً كبيراً في تنمية الموهبة والإبداع لدى الأطفال، حيث وجدت إحدى الدراسات أن أهم عوامل البيئة الأُسرية المشجعة للإنجاز العالي هي توافر الحرية والتشجيع المستمر الذي يستخدمه الآباء مع أبنائهم وتضاؤل العقاب.
وتشير معظم الدراسات العربية والأجنبية في هذا المجال إلى أهمية توافر العناصر الآتية في البيئة الأسرية الميسرة لإبداع أحد الأبعاد الأساسية للموهبة.
- ممارسة أساليب الأسرة السوية في تنشئة الأبناء أي البعد عن التسلط أو القسوة، والتذبذب في المعاملة، والمفاضلة بين الأبناء والتدليل الزائد، والحماية المفرطة، وغيرها من الأساليب غير السوية.
- تشجيع الاختلاف البناء.
- تقبل أوجه القصور.
- وجود هوايات لدى الأبناء.
- توافر جو من القبول والأمان وعدم الإكراه.
- إتاحة الفرصة للاستقلالية والاعتماد على النفس.
- الاتجاه الديمقراطي والإيجابي نحو الأبناء.
- الانفتاح على الخبرات.
- تعويد الطفل على التعامل مع الفشل والإحباط.
وبالنسبة لدور كل من الأم والأب تبين معظم الدراسات في هذا المجال أن الأم تلعب دوراً مؤثراً في تنمية موهبة طفلها، وخصوصاً في السنوات الأولى من عمره، ومعظم الدراسات تؤكد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين ذكاء الأم وطفلها، وأن مستوى تعليم الأم بصورة خاصة ومشاركتها، ومتابعتها لأمور الطفل وهو صغير لها آثار إيجابية بعيدة المدى على تربية الموهبة لدى الطفل مستقبلاً. والتفاعل اللفظي بين الأم وطفلها يلعب دوراً كبيراً في تنمية القدرات العقلية لدى الطفل منذ أشهره الأولى، وتشير الدراسات إلى أن التفاعل اللفظي لأمهات الأطفال الموهوبين يتسم بالتعزيز اللفظي، وإعطاء إرشادات لفظية، وإلقاء أسئلة مفتوحة، وعدم إعطاء إجابات جاهزة، بل تشجيع الطفل على أن يبحث عنها بنفسه، وكذلك تشجيع حب الاستطلاع لديه. ويُعد أسلوب المراقبة الطويلة والمنظمة للطفل في أثناء مواقف التعلم الحياتية، وبخاصة في مواقف اللعب، من أفضل أساليب الكشف عن الموهبة والتفوق لطفل ما قبل المدرسة، ومن المفيد أن نكرر هنا دور الأسرة الهام والبارز في عملية التعرف على قدرات التفوق العقلي لدى الأبناء وتحديد مجالات هذا التفوق.
***
إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعا ان نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلبا وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله، لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن.

عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
إن الكشف عن الموهوبين من أهداف سياسية التعليم في المملكة ومما لا شك فيه أن الاستثمار في مواهب وقدرات أبنائنا وبناتنا يفوق الاستثمار في أي مجال آخر لأنه استثمار بشري في صفوة الصفوة، وما أعدت برامج رعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم إلا على الابتكار والإبداع، وموهوبونا وموهوباتنا هم الذخيرة التي تغذي الامة بل البرهان الذي سيراهن عليه الوطن في تحدياته المستقبلية في عصر التكنولوجيا والمعلومات، ولتحقيق ذلك تبدو الحاجة ملحة لتكامل الجهود وتوحيدها بين الجهات المعنية حتى تحقيق الأهداف المأمولة.
وأني إذ أشيد بما لمسته من جهود واضحة في خطط وبرامج الإدارة العامة لرعاية الموهوبين لآمل أن نجني الثمار يانعة مزهرة بما يحقق تطلعات هذا الوطن الغالي وقيادته الرشيدة.
د. خضر بن عليان القرشي - نائب وزير التربية والتعليم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved