* واشنطن - كانبيرا - الوكالات:
لم تخف الولايات المتحدة عدم رضاها عن أداء محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، لكن المسؤولين الأمريكيين أحجموا عن التعليق على أنباء أكَّدت تصنت بلادهم على مكالماته في إطار سعيها لإقالته من منصبه، وفي ذات الوقت تردد أن وزير خارجية أستراليا قد يحل محل البرادعي، وهو أمر مرجح من جهة تفضيل واشنطن لمرشح من تلك البلاد الوثيقة الصلة بها فيما يتصل بحربها على الإرهاب والحرب على العراق..
فقد رفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية التعليق على المعلومات التي أكدت أن الولايات المتحدة قامت بالتنصت على مكالمات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والتي كانت تأمل الحصول على حجج للتخلص منه.واكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر بالقول (ليس عندي ما أقوله حول الاتهامات أو الادعاءات المتعلقة بمجال الاستخبارات). أما المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان فقد رفض التعليق على هذه المعلومات ولكنه ذكر أن واشنطن تعارض إعادة انتخاب البرادعي لولاية ثالثة على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأحد إن الادارة الأمريكية قامت بالتنصت على المكالمات الهاتفية بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ودبلوماسيين إيرانيين، آملة بذلك الحصول على ذرائع لإرغامه على ترك منصبه.
وكتبت واشنطن بوست (إن المكالمات الهاتفية التي تم التنصت عليها لم تقدم أي دليل على سلوك مشين من جانب البرادعي)، مشيرة إلى ثلاثة مسؤولين أمريكيين قرأوا تدوين تسجيلات المكالمات.
ومن ناحيته، أعلن متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين في فيينا أن مدير عام الوكالة محمد البرادعي (ليس لديه ما يخفيه) وذلك رداً على معلومات صحافية تفيد أن الولايات المتحدة تتنصت على مكالماته الهاتفية.
وقال مارك غووزديكي (نعمل على أساس أن فريقاً أو أكثر يتنصت على الأرجح على مكالماتنا الهاتفية من دون علمنا). وأضاف (كنا نود أن نعمل بشكل مختلف إنما هذا هو الواقع).
ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن الاستجابة لمطلب الولايات المتحدة إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.
ويرى قسم كبير من المسؤولين الأمريكيين أن البرادعي متساهل مع إيران التي تتهمها واشنطن بتطوير سلاح نووي.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عبد الله رمضان زاده إن المحادثات بين البرادعي والدبلوماسيين الإيرانيين لا تتضمن أي شيء يمكن أن يبرر التنصت، مشيراً إلى أن على الأمريكيين احترام القانون الدولي.
وقال (ليست المرة الأولى التي نرى فيها الولايات المتحدة تخرق القوانين الدولية). وأضاف (نتوقع من الذين يمضون وقتهم باتهام الآخرين بمخالفة القانون الدولي أن يبدؤوا هم أنفسهم احتراماً أكبر تجاهه).
إلى ذلك قال جون هاوارد رئيس وزراء أستراليا أمس الثلاثاء إن إمكانية ترشيح الكسندر داونر وزير الخارجية الأسترالي لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحثت لكنه لا يريد أن يترك داونر منصبه.
وقالت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد أن الولايات المتحدة حليفة أستراليا أجرت اتصالاً مع داونر ليرشح نفسه أمام مدير عام الوكالة الحالي محمد البرادعي المصري الجنسية. ورفض داونر الذي كان هو وهاوارد من أشد مؤيدي الغزو الأمريكي للعراق التعليق على تقرير واشنطن بوست.
وقال هاوارد معلقاً على رئاسة البرادعي للوكالة الدولية للطاقة الذرية (الأمريكيون أوضحوا لي أنهم يعتقدون أن فترتين للشخص الحالي (البرادعي) تكفيان. أما فيما يتعلق بحديثهم معي بشكل محدد ومباشر ورسمي فيما يتعلق بالسيد داونر فهذا لم يحدث). وأضاف: (لكني أعرف أن منزلته عندهم عالية وبالقطع سيكونون إيجابيين إذا كان مهتماً بالمنصب).
وسيصبح داونر يوم الاثنين القادم أكثر وزراء خارجية أستراليا استمراراً في المنصب الذي شغله منذ ثماني سنوات ونصف.
واستطرد رئيس الوزراء الأسترالي قائلاً: (إنه أمر مغر ومفهوم أن يعتبره الناس قادراً ومؤهلاً... لكني لا أرغب في أن يترك الكسندر داونر منصبه الحالي).
|