* الخليل - بلال أبو دقة:
لم تشهد مدينة فلسطينية هجمة استيطانية شرسة كما شهدتها وتشهدها مدينة خليل الرحمن الفلسطينية بالضفة الغربية، وخصوصاً البلدة القديمة منها، حيث دأب المستوطنون اليهود وبكل قوة تساندهم في ذلك قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ بداية السبعينيات من القرن الماضي على تصميم خريطة جديدة للبلدة القديمة بشكل خاص، وللمدينة بشكل عام. وبدأ التهويد والاستيطان بقيام المستوطنين اليهود والاحتلال بتغيير الأسماء العربية للأحياء والأزقة والشوارع في البلدة القديمة بأسماء أخرى، فمثلاً تحويل اسم الحرم الإبراهيمي الشريف إلى (الماكفيلا) وتعني المغارة بالعبرية، وتحولت منطقة سوق الخضار القديم والأحياء الفلسطينية المحيطة به إلى (بيت أبونا إبراهيم أوابراهام ابينو) بالعبرية، وتحول حي الدبويا الفلسطيني إلى (بيت هداسا)، ومدرسة أسامة بن المنقذ إلى (بيت رومانو)، وتحول اسم الحي الفلسطيني الواقع بين الدبويا ومدرسة أسامة بن المنقذ إلى (رمات يشاي)، وليس ببعيد عن ذلك أقيمت مستوطنة يهودية في تل الرميدة الخليلية.
و الباحث الفلسطيني قاسم أبودية من مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية قال في حديث خاص ل (الجزيرة): إن السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة (الخليل) أرغموا على البدء بإيجاد أجواء أخرى أكثر أمناً من البلدة القديمة، وخصوصاً بعد تزايد عمليات الدهم والتخريب والاعتداء والاستيلاء والنهب والمطاردة للوجود الفلسطيني هناك بأيدي المستوطنين اليهود وقوات الاحتلال. وكانت مجموعة من المستوطنين اليهود قد ألقت الأربعاء (8 - 12 - 2004م)، قنبلة على الفتى غالب راجح محسن طه أبوسنينة في الخامسة عشرة من عمره، كان يسير في البلدة القديمة بالخليل، فأصيب بجروح بالغة في الرأس وبتهتك في اليد اليمنى، وكذلك بجروح في الرقبة، وفي أنحاء مختلفة من جسده، ناجمة عن شظايا القنبلة.وقد أُبلغت (الجزيرة): أن الفتى أبوسنينة قد تعرض إلى بتر ثلاثة أصابع من يده اليمنى خلال عملية جراحية أجريت له في مستشفى المقاصد بمدينة القدس، ولا يزال يتلقى العلاج فيها.
وبحسب مصادر (الجزيرة): فقد أصيب الفتى غالب وهو عائد من صلاة العشاء في شارع السهلية، حيث ألقى مستوطنون يهود متطرفون كانوا يستقلون سيارة في المنطقة قنبلة يدوية صوبه، ولاذوا بالفرار.
هذا وأوضح تقرير صادر عن بلدية الخليل تلقت (الجزيرة) نسخة منه عبر البريد الإلكتروني أن حي وادي النصارى الممتد من الحرم الإبراهيمي الشريف حتى مستوطنة كريات أربع اليهودية إلى الشرق من أكثر الأحياء عرضة للانتهاكات الإسرائيلية؛ إذ يحتوي هذا الحي على أكثر من 300 منزل فلسطيني مأهول..
وبحسب تقارير وصلت (الجزيرة) تباعاً يقوم المستوطنون بالبناء غير القانوني في مستوطنة حي تل الرميدة وسط المدينة التي كانت تحتوي على كرافانات متنقلة تم تحويلها إلى أبنية دائمة، حيث أعطت وزارة الأمن الإسرائيلية المستوطنين اليهود تراخيص قانونية لبناء 116 وحدة سكنية لتحل محل ست كرافانات متنقلة لتبنى هذه الوحدات الاستيطانية في الحي الفلسطيني الذي يحتوي على آثار إسلامية وبيزنطية قديمة.
هذا وعلمت (الجزيرة) من مصادر فلسطينية أن قوة صهيونية اقتحمت ليلة الثلاثاء الماضي (7 - 12 - 2004م) مقر الجمعية الخيرية الإسلامية في بلد بني نعيم إلى الشرق من مدينة الخليل.. وذكرت المصادر الموثوقة في الجمعية الخيرية أن قوات الاحتلال اقتحمت المبنى الرئيس للجمعية وقامت بأعمال تفتيش وتكسير لأثاث ومحتويات المقر، وقامت بإغلاقه، كما قامت باقتحام مقر مدرسة الأيتام، وقامت بأعمال تفتيش وتحطيم لمحتويات المدرسة وصادرت العديد من الملفات والأوراق المتعلقة بالطلبة والمدرسين.
وأضافت المصادر أن سلطات الاحتلال أغلقت مكتب العلاقات العامة والإدارة، إضافة إلى سبع غرف أخرى كانت سلطات الاحتلال قد أغلقتها خلال عمليات اقتحام سابقة.. واقتحمت قوات الاحتلال مبنى الجمعة أربع مرات منذ بدء انتفاضة الأقصى، وتقوم في كل مرة بعمليات تخريب متعمد فيها وتصادر ملفات الأيتام وأجهزة الكمبيوتر. إلى ذلك كشف المهندس عبد الهادي حنتش عضو لجنة الدفاع عن الأراضي في بلدية الخليل النقاب ل (الجزيرة) عن مخطط جديد لشق شوارع وأنفاق بديلة عن الخطوط والجسور الموجودة حالياً في مدينة الخليل من أجل تأمين طرق للمستوطنين اليهود، الذين يمرون من جنوب فلسطين إلى شمالها، قائلاً: إن هذه الخطوط والأنفاق ستلتهم مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في المدينة..
|