Wednesday 15th December,200411766العددالاربعاء 3 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

الأنفاق أحدث الأسلحة في جعبتهم .. والخبرة من جنوب لبنان الأنفاق أحدث الأسلحة في جعبتهم .. والخبرة من جنوب لبنان
فلسطينيون يمضون أربعة أشهر تحت الأرض ليفجروا موقعاً إسرائيلياً

* غزة من نضال المغربي رويترز:
طوال أربعة أشهر واصل النشطاء الفلسطينيون الحفر على مدار الساعة لكي يتمكنوا من الوصول إلى أسفل أحد مواقع الجيش الإسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة ومصر وبعدها عبأوا النفق بما يربو على طن من المتفجرات ثم نسفوه. وخلال الانفجار الضخم الذي وقع يوم الأحد الماضي قُتل خمسة جنود إسرائيليين ثم حمل المسلحون الفلسطينيون على الناجين تحت غطاء من قذائف المورتر في هجوم متعدد الصدمات شبهه كل من الجانبين بعمليات مقاتلي حزب الله اللبناني. وأصبحت تلك الهجمات المذهلة التي تنطوي على تفجيرات أنفاق والمخطط لها بعناية مهمة بصورة متزايدة بالنسبة للنشطاء الذين خلصوا إلى صعوبة شن هجمات داخل إسرائيل ووطدوا عزمهم على ضرب الجيش بقسوة قبيل الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة المحتل العام المقبل.وعن هجوم النفق الذي وقع يوم الاحد قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس إنه يمثل تكتيكا جديدا للتغلب على الصعوبات الموجودة فوق الأرض.
وسارع كل من الدولة اليهودية والنشطاء إلى المقارنة بلبنان حيث انسحبت إسرائيل في عام 2000 تحت وطأة هجمات مقاتلي حزب الله الذين نفذوا عمليات معقدة شبيهة بهجوم الاحد. وقال أبو صقر العضو بصقور فتح وهي الجماعة الأخرى التي شاركت في الهجوم (إننا على قناعة بأهمية الخبرة المستقاة من جنوب لبنان. فإسرائيل لم تنسحب إلا تحت وطأة نيران المقاومة وضرباتها). ونتيجة للخسائر المستمرة في غزة وضعف الرغبة الشعبية في البقاء هناك بسبب ضربات المقاومة المتلاحقة يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون لسحب القوات والمستوطنين العام المقبل. غير أن الجيش مصمم على ألا يجعل الأمر يبدو وكأنه تقهقر.
وقال البريجادير شمعون دانيل قائد سلاح المهندسين بالجيش الاسرائيلي في مقابلة تلفزيونية (يتعين علينا ان نعترف بأن هذه (الانفاق) تمثل تحديا مهماً ، لا يوجد حل سحري). وحرص النشطاء الذين عقدوا العزم على لفت الانتباه إلى نجاحهم على تصوير عملية الأمس وهذا بدوره أحد التكتيكات التي اتبعها حزب الله .. واستخدموا اربع كاميرات على الأقل للتصوير من زوايا مختلفة. ثم قدموا اللقطات بعد ذلك إلى محطات تلفزيون أجنبية.
وكتب المحلل الإسرائيلي أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت يقول (كانت عملية حرب عصابات تقليدية تفوح منها بقوة رائحة عمليات حزب الله).
يقول الجيش الإسرائيلي إن هذا الشبه بعمليات حزب الله ليس مصادفة متهماً الجماعة اللبنانية بتدريب نشطاء فلسطينيين وتمويلهم وتنسيق هجمات معهم .. ولكن بينما يعترف حزب الله بتقديم قدر من المساعدة للفصائل الفلسطينية فإنه يقول إن نطاق عملياته ليس بهذا الاتساع على الإطلاق. كما ينفي النشطاء الحصول على مساعدة خارجية .. وهجوم النفق الذي وقع يوم الأحد هو الأعنف من نوعه منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.
ومن العوامل التي تسهل حفر الأنفاق تربة قطاع غزة الرملية والحقيقة المتمثلة في أن المسافة بين الفلسطينيين والمواقع الإسرائيلية آخذة في التناقص. وبلغ طول النفق الذي نسف يوم الأحد حوالي 600 متر. وبينما يتعين على العاملين في حفر النفق أن يجدوا طريقة للتخلص من كميات كبيرة من التربة لتفادي انكشاف مواقعهم لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من التوصل إلى إجراءات فعالة لمواجهة تكتيك الأنفاق على الرغم من اللجوء إلى الحفر العشوائي للكشف عن الأنفاق واستخدام تقنيات الرادار الذي تنفذ موجاته خلال طبقات الأرض.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved