أول محادثات رسمية بين أمريكا ومنظمة التحرير الفلسطينية

في مثل هذا اليوم من عام 1988 وافقت الولايات المتحدة على إجراء محادثات مباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية لأول مرة منذ اعتراف الأمم المتحدة بالمنظمة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ومنحها عضوية المنظمة الدولية بصفة مراقب.
أصرت الإدارة الأمريكية على رفض التعامل مع منظمة التحرير رسميا منذ نشأتها عام 1965 على يد أحمد الشقيري بسبب رفض الميثاق الأساسي للمنظمة الاعتراف بالكيان الصهيوني والدعوة إلى تحرير فلسطين.
ورغم عدم اعتراف أمريكا رسميا بمنظمة التحرير الفلسطينية وعدم إجراء محادثات رسمية معها فإن وثائق المخابرات تؤكد أن الاتصالات بين الإدارة الأمريكية ومنظمة التحرير الفلسطينية تعود إلى ما قبل منتصف السبعينيات ونشطت خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية بسبب الدور المهم الذي كان الفلسطينيون يلعبونه على الساحة اللبنانية في ذلك الوقت حيث وفر الفلسطينيون الحماية للكثير من المسؤولين الأمريكيين خلال تواجدهم في لبنان.
وكانت منظمة التحرير قد بدأت عام 1988 التحرك في اتجاه مغاير تماما حيث وافق المجلس الوطني الفلسطيني، وهو البرلمان الفلسطيني في المنفى، على تعديل الميثاق والتخلي عن الدعوة إلى تحرير كامل فلسطين.
ثم ألقى رئيس المنظمة ياسر عرفات كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج عام 1988 اعترف فيها بحق إسرائيل في الوجود كما أعلن قيام دولة فلسطين من جانب واحد وتشكيل حكومة في المنفى.
وفي ظل هذه التطورات بدأت الولايات المتحدة الاتصالات مع منظمة التحرير من أجل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين الى الامام.