حسبما قرأت في الجزيرة وسمعت أن لفظ ذوي الاحتياجات الخاصة يطلق على أي إنسان ذكر أو أنثى فقد بعض الحواس كحاسة البصر أو النطق أو السمع سواء منفردة أو مجتمعة (ما يسمى بمتعددي الإعاقة) أو مشلول الرجلين أو اليدين أو كلاهما أو من لم يستطع الكلام بسبب عاهة لازمته من الولادة أو طارئة حصلت له بسبب حادث أو ممن لا يستطيعون خدمة أنفسهم من جميع الوجوه، نسأل المولى العافية للجميع ولكن بشيء من التفكير هل من المنطق والعقل أن نشمل كل هؤلاء بهذا الاسم (ذوي الاحتياجات الخاصة)؟.. أبداً ما كان من الواجب أن يطلق هذا الاسم على كل تلك الفئات فمثلاً الأعمى والأصم والأبكم والمشلول الرجلين سليم العقل هؤلاء لا يختلفون عن الأسوياء إلا بفقد حاسة واحدة وهذه يمكن تعويضها، فالأعمى عوض بلغة برايل وبالعصا المنيرة وقريباً بالعين اليكترونية التي أعلن العلماء اليابانيون بالأمس أنهم طوروها وأنها ستقود المكفوف البصر بصورة فعالة والأصم والأبكم يعوض بسماعات ولغة الإشارة والمشلول جزئياً سليم العقل يعوض بعكازات وما أكثرهم وسأورد امثلة تؤكد عدم صحة اعتبار هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة وأن تسميتهم بهذا الاسم ظلم لهم وحط من قدرهم واستنقاص لقدراتهم وقد يتفوق البعض منهم على الكثير من الأشخاص العاديين من البشر إن لم يماثلوهم.
وهنا أقول فالأعمى بعد أن يتعلم لغته برايل والمشلول الأطراف السفلية سليم العقل والأبكم والأصم بعد تعلمهم للغتهم ومعهم مترجم فيمكن دمجهم مع أقرانهم المبصرين حتى ولو في الصفوف ما بعد الأول وقد اندمجوا قبل ذلك في المعاهد العلمية وفي المدارس أيضاً وبدون لغتهم ولكن لأمر ما ومن باب الاجتهاد فتحت لهم معاهد خاصة حينما وجدت لغة برايل ولكنهم مندمجين خارج المعاهد والمدارس مع الآخرين في الأسواق والمساجد والأفراح، وهاهم علماء وأدباء وشعراء وقضاة ومدرسون ومحاضرون في المعاهد والجامعات وكذا بالنسبة للأصم والأبكم ولذا يجب أن يزال عنهم هذا الاسم الذي لا يستحقونه.
وبهذه الطريقة يمكن أن ينجح هذا النوع من الدمج، ولكني لا اعتبر تلك الفئة ممن ينطبق عليها اسم (ذوي الاحتياجات الخاصة) لذا أدعو إلى اقتصار اسم ذوي الاحتياجات الخاصة على الفئة التي لا تستطيع خدمة نفسها بنفسها من ذوي عاهات عدم القدرة على النطق لخلل عقلي أو الذين هم بحاجة إلى خدمة خاصة من أجل الأكل والشرب والنظافة وما إلى ذلك.
صالح العبد الرحمن التويجري |