Tuesday 14th December,200411765العددالثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

زلاّت صحفية تعرّيها موضوعية الصغار زلاّت صحفية تعرّيها موضوعية الصغار
د. عبد العزيز بن عبد الرحمن الثنيان *

اكتسب الحوار الوطني الفكري الرابع أهمية كبيرة باعتباره متعلقاً بأهم شريحة في المجتمع السعودي هي الشباب سواء في كثرة أعدادها أو في خطورة التحديات التي تستهدفهم، أو يقعون ضحيتها بدءاً بالتعليم والبطالة، ومروراً بالإرهاب وانتهاءً بالإعلام الذي يلعب الفضائي منه دوراً أساسياً وسلبياً في صد تلك الثروة البشرية عن البناء ودفعها نحو (الغريزة) والعبث.
وعلى الرغم من خطف العملية الإرهابية الآثمة في جدة للأضواء الإعلامية من اللقاء أثناء انعقاده في المنطقة الشرقية، إلا أن الحوار الذي قرأنا مضامينه كان ناجحاً في تجسيد وعي الشباب بقضاياهم الحقيقية من غير مداهنة تهتك المصداقية أو مزايدات تنأى عن الواقعية.. وكما قال معالي الشيخ صالح الحصين: لقد أظهر الشباب الذين شاركوا في ورش العمل، وفي أثناء اللقاء نضجاً فكرياً وتفكيراً موضوعياً وعقلانياً.
وطبيعي أن يختلف الناس في وجهات نظرهم وتقييمهم للأمور إن كان سلباً أو إيجاباً، إلا أنني استكثرت مرة واستنكرت أخرى أنماطاً من التوظيف حدثت لما عرضه الطلاب من آراء أجدها موضوعية، وإذا بها عندما تُنشر في (بعض الصحف) تعود خلقاً آخر! بينما المفترض أدبياً ومهنياً أن يكون الحياد هو السائد في عرض الرؤى والأفكار.
ومن أسفٍ أن الشريحة التي تتحدَّث هذه الفئة من الصحف باسمها، هي الأكثر ضيقاً بالرأي الآخر في وقت تقتضي الموضوعية أن لا نطالب الآخرين بكتم آرائهم طالما هي في حدود اللياقة الحوارية.
ولب الموضوع يدور حول آراء الطلاب نحو المناهج، فأنا شخصياً من خلال قراءتي (لمجموعها) وجدت أن جلَّهم كان موضوعياً فيما ذهب إليه من المطالبة بالتطوير، أو الإشادة بالفكر الذي يتلقونه وبالمناهج الأصيلة التي كوَّنت شخصياتهم، أو المطالبة بالمزيد من الأقسام العلمية التي تحتاجها التنمية وسوق العمل، وعجبتُ كيف يكون الصغار كذلك وكيف يذهب الكبار في مطابخ مجموعة قليلة من الصحف إلى النقيض أو شبيهه!وقد رأينا كيف ركَّز الطلاب على دور المعلم، وليس على نقد المناهج والتقليل من كفاءتها وحداثتها العلمية، وإن كنت شخصياً أراها بحاجة إلى تطوير مستمر وإعادة للصياغة، وهذا ما يحدث لدى كل الأمم.
والأمل معقود في المتحاورين سواء تحت قبة (مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني)، أو عبر وسائل الإعلام، أو أي منتدى في وطننا أن يكونوا أمناء في إجراء ونقل الحوار دون توظيف رأي في غير ما قِيل فيه، أو تهميشه إن لم يوافق هوى شخصياً، أو قناعة فردية، والله الموفق.

* عضو مجلس الشورى


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved