روسيا تطالب الناتو بإجراءات ثقة على حدودها وتقر بوجود خلاقات بينها وبين الولايات المتحدة

* موسكو - سعيد طانيوس:
طالبت روسيا باتخاذ مزيد من تدابير بناء الثقة وتجنب الحوادث التي يمكن أن تنتج عن أنشطة عسكرية على خط التماس بينها وبين حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعلن الكسندر ياكوفينكو، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، بمناسبة انعقاد اجتماع مجلس روسيا - الناتو في 9 كانون الأول (ديسمبر) في بروكسل إن الجانب الروسي سيستمر في المطالبة بذلك لأن تطور الشراكة الروسية الأطلسية مرهون بتحسن مناخ الثقة والأمن بينهما.
وأشار إلى أن التعاون بين روسيا وحلف الناتو ينجح في اجتياز امتحانات (وقد تجاوز بدون خسائر تذكر مرحلة غير بسيطة تختص بإنجاز جولة أخرى لتوسع الناتو)، ومع ذلك لم يتم بعد التخلص من كل الترسبات السلبية التي تراكمت في العلاقات بين روسيا وحلف الناتو نتيجة التوسع الأخير للناتو باتجاه الشرق.
وأوضح قائلا: إن روسيا قلقة من قيام حلف الناتو بتحديث عدد من المنشآت العسكرية في أراضي بلدان البلطيق السوفياتية سابقاً بعد انضمام الأخيرة إلى الحلف. وأضاف أن الجانب الروسي يريد ما يجعله واثقاً من أن حلف الناتو يفي بالتزاماته بخصوص مراقبة الأسلحة والتحكم في التسلح. وعلى خط موازٍ , ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء لقائه بنظيره الأمريكيكولن باول في صوفيا أول أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وصلتا إلى ذلك المستوى من الشراكة التي تستطيعان فيها مناقشة جميع المشاكل بصراحة. وقال لافروف بهذا الشأن: (نحن نحاول إيجاد الحلول التي ترضي الطرفين. والأهم في أن تساعد تلك الحلول على تعزيز الاستقرار في العالم، والأسس الجماعية في السياسة العالمية).
وأشار لافروف إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حال يخلو من المشاكل، وأضاف: (توجد مشاكل بشكل دائم في العلاقات الثنائية بين الدول، وخاصة بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تملكان مصالح واسعة جداً في العالم. ونحن لا نخفي ذلك).وصرح وزير الخارجية الروسي بأنه بحث مع باول وضع المحادثات في إطار مجلس وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في مجال إعداد الوثائق، وخاصة ما يتعلق بإصلاح المنظمة، وسير التعاون الروسي الأمريكي في عدد من الاتجاهات، ومنها الوضع في العراق، وأفغانستان. وقد اتفق الوزيران على ما يمكن تحقيقه من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي في هذا المجال. وأكد لافروف على علاقات الصداقة الحميمة التي تربطه بباول. وذكر أنه سيلتقي قريباً به مرة أخرى قبل خروجه من الخارجية الأمريكية. على صعيد آخر, أكدت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا ستشارك في مؤتمر تنظيم الشراكة مع بلدان الشرق الأوسط الكبير, الذي سيعقد في مدينة الرباط بقرار من قمة الثمانية في سي آيلاند ووفقاً لمبادرتها حول تنظيم الشراكة مع منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا).
وقالت إن مهمة المؤتمر الرئيسية تتلخص في تطوير الحوار وتقديم المساعدة لبلدان المنطقة في إجراء الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتحديث نظام التعليم ودعم الأعمال الحرة الصغيرة والمتوسطة
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن اللقاء سيجري على مستوى وزراء الخارجية والمالية لمجموعة الثمانية وبلدان الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا. وسيمثل الوفد الروسي في اللقاء وزير المالية ألكسي كودرين ونائب وزير الخارجية ألكسندر سلطانوف.