(عمر فروخ - رحمه الله - في خدمة الإسلام) عنوان الكتاب الصادر حديثاً للمؤلف أحمد العلاونة من إصدارات كتاب الأمة عن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بقطر.
هذا الكتاب.. يمكن أن يشكّل زاوية للرؤية، نطل من خلالها على مواقع متنوعة لرجل موسوعي، حمل هموم أمته، وكانت مرآته صافية، قادرة على الاستشعار المبكر، وتجاوز الصور إلى الحقائق، لم تخدعه طروحات التبشير وشعاراته الإنسانية، وقد خبر مؤسساته من الداخل، لأنه كان يعلم أنه ملغم بالنوايا السيئة، وأنه يشكّل طليعة من طلائع الاستعمار، يهيئ له قابليات الشعوب، كما يؤهلها لتقبله.. كان يرى أن الأمة تظل حية ( ما دام أبناؤها يشعرون أنهم متصلون بأسلافهم اتصالاً واضحاً، وما داموا يؤدون رسالة أمتهم تأدية توافق حاجاتهم المتطورة مع الزمن، وتحفظ عليهم مثلهم العليا سليمة بارزة، وتجعل من تراثهما الروحي نطاقاً يحمي وحدتهم ويسدد خطواتهم.
كان شديد الاعتزاز بإسلامه (أنا عمر فروخ المسلم، انظر إلى الثقافة من جانبها الإنساني، وأدرك أن قومي المسلمين قد أدوا في تاريخ الحضارة قسطاً عظيماً: ديناً ولغةً وعلماً وفلسفةً وسياسةً.
وأنا موقن أن المجد الذي بلغ إليه العرب بالإسلام هو مجد أسلافي. فإذا سألتني اليوم عن جنسي استغربت سؤالك: مَن كان أسلافي؟).
ولو لم يكن للدكتور عمر فروخ، رحمه الله، إلا كتاب (تاريخ الأدب العربي) الذي أدى فيه أحد فروض الكفاية عن الأمة، وكتاب (التبشير والاستعمار) الذي نمّى فيه حاسة الاستشعار المبكر للأنواء والنوايا السيئة المحيطة بالأمة، والتنبه إلى كثيرٍ من الثغور المفتوحة، لكفاه.
|