Tuesday 14th December,200411765العددالثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

أسطورة من بلادي..!! أسطورة من بلادي..!!
عبدالمحسن بن محمد التويجري

لست أدري إن كنت مصيباً في وصف أحد رجالنا البارزين المتوارين المشهورين المغمورين، الذي يصدق عليه كلمة: (مواطن) بكل ما تحمله هذه الكلمة من مدلولات ومعانٍ.
لكني مصر على وصفه بالأسطورة، مستلهماً ذلك من أحد مؤلفاته ذت الثلاث الأجزاء الذي عنونه بجمع هذا المغرد والذي جعلته عنواناً لكلمتي المتواضعة عنه كتابه (أساطير شعبية) والوصف الذي في عنوان كتابه ينطبق عليه أيضاً فهو بحق وصدق (أسطورة شعبية) وله كتاب آخر عنوانه إن لم تخني الذاكرة (آراء فرد من الشعب) مجموعة مقالات نشرت له في عدد من صحفنا المحلية سواء الموجودة منها او المحتجبة، فهو رجل صريح واضح كل الوضوح محب لوطنه وأمته ودولته، يقطر إصلاحاً وكما يقولون (ما في قلبه يخرجه لسانه) وهذه الصفة الحميدة مطلوبة من كل مواطن مخلص ومسؤول ناصح.
أما كونه بارزاً ومتوارياً ومشهوراً ومغموراً في نفس الوقت، فهذا ليس بغريب على أمثاله من أدبائنا النقاد، ومثقفينا الأوائل، لأن صديقنا تنعكس عليه ك(فرد من الشعب) حالة مجتمعه الذي يحمل المتناقضات, ويمتلئ بالعجائب، ويتصف بالغرائب.
ولا غرو فالناس معادن و(خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) وقد يستغرب القارئ إيراد هذا الحديث الشريف، ولكني أقول: إن في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية بلا استثناء الكثير الكثير ممن بهرتهم حضارة الغرب، فغلبوا ظهر المجن لثوابتهم وأمتهم وأوطانهم، وأصبحوا خطراً فادحاً على مجتمعاتهم والله المستعان، وهذا ما قصدته آنفاً فهم في جاهلية حديثة ولكنهم {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} هداهم الله وأعادهم للصواب، وأراح المسلمين ممن يصر على اتباع طرق الغواية والضلال منهم.
هذه مقدمة خرجت فيها قليلاً عن الموضوع الذي تناولت القلم لأكتب عنه ولكنها السنون العجاف التي أحملها فوق كتفي تشفع لي، أما أسطورتنا كما وصفته بالعنوان فهو الأستاذ الأديب الناقد الساخر عبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان (أبو سهيل) كما يشتهر بهذه الكنية وصاحب (الأمثال الشعبية) والأساطير الشعبية) والكتب العديدة التي تزخر بها المكتبة العربية المحلية. وله ركن أسبوعي في صحيفة القصيم بعنوان (المعتدل والمايل) وسيل من المقالات في العديد من صحفنا المحلية والقليل من الصحف العربية، وقد أسس في المنطقة الشرقية صحيفة أسبوعية باسم (أخبار الظهران) اختفت منذ مدة طويلة. ويعتبر من رجال التعليم القدامى في المنطقتين الوسطى والغربية وقد خلدت ذكراه في المجالات الثقافية والأدبية والتربوية.
ويعتبر من الرواد القلائل أمثال الشيخ حمد الجاسر وأحمد العربي وعبدالله عبدالجبار وعبدالله بن إبراهيم السليم ومحمد سرور الصبان والعواد وحمزة شحاتة وغيرهم كثير رحم الله الأموات منهم والأحياء على حد سواء.
وهذه الكلمة الموجزة بمثابة مشاركة متواضعة للحفل الذي أقيم على شرفه، وبحضور أمير الخرج ووزير المعارف أقصد (التربية والتعليم) كما سميت أخيراً، حيث لم تسمح لي ظروف العمر الطويل من الحضور بالأمس بمناسبة تدشين مدرسة متوسطة بالخرج سميت باسمه لأنه هو الذي أنشأها على حسابه الشخصي ولا يستغرب ذلك منه كمواطن مخلص ونموذج حي يحتذى به في الوطنية وخدمة هذا المجتمع وأبنائه بكل ما يملك رغم إمكاناته المحدودة من الناحية المادية، ولكنه أرادها ذكرى باقية بعده لعمره الذي يعيشه وفي العقد العاشر من عمره حيث أن المدرسة التي بناها قد أسسها قبل حوالي سبعة عقود تقريباً في منطقة الخرج منتجع العاصمة فربما قبل أن تتطور الأمور ويصبح في الرياض منتجعات ومنتجعات.
وقبل الختام أنقل كلمات ضمن كلمة وزير التربية والتعليم بتلك المناسبة يقول فيها ما نصه:
(شتان بين من يعطي الكثير ويبقي الكثير، وبين من يعطي كل ما عنده فيكون لسان حاله مقال أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم: ماذا تركت لعيالك؟ فقال: تركت لهم الله ورسوله.
فالأستاذ عبدالكريم الجهيمان قد أغناه الله من فضله عن الناس، لكنه ليس ممن يملكون الملايين الذين يعطون عن سعة فياضة، ونبع الخير عن أيديهم لا ينضب. لقد عمد إلى ما تجمع له في رحلة الأيام فقدمه كله إلى الهدف الأسمى الذي آمن به يرجو ثواب الله ونفع الناس فانطبق عليه قول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة
حتى تجود وما لديك قليل)
انتهى هذا الجزء الجميل من كلمة الوزير وفقه الله وأعانه.
وأخيراً حيّا الله الأمير وحيا الله الوزير وحيا الله الكاتب النحرير! ومعذرة إن خانني التعبير، كما أعتذر عن الألقاب، فالأعمال هي الأساس وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) أو كما قال, ولله الأمر من قبل ومن بعد
{ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved