لفت نظري الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان، وكيل وزارة التعليم العالي، إلى مبادرة كريمة كنت أعرف أطرافاً منها، وكغيري كنت كمن لا يطربه زامر الحي، ولكن هذا التذكير أثار كوامن النفس وهوامد الشعور، وكيف لا تحرك الإنجازات الحضارية مشاعر المسكون بهم أمته؟ في زمن تداعت عليها الأمم، ومسها الضر من دخن الفتن، وقضايا الأمة المصيرية لا يمكن أن تمر كسحابة صيف، ولا سيما في مخاضات التحولات، ومبادرة التكريس للمحطات المضيئة في حياة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المحلية، لقاء ما اخترعوا من أعمال استثنائية، وما قدموا لوطنهم من إنجازات علمية، ولقد كنت من قبل أعيش مرارة ما يشاع حول خلو قائمة الجامعات العالمية المتميزة من أي جامعة عربية، على الرغم من أن القائمة نيفت على الخمسمائة جامعة متفوقة، فيما جاءت بعض مؤسساتنا المالية في صدر القائمة (البنكية) الأكثر تداولاً للمال، وجاء رجال الأعمال ينتهبون الخطى صوب الصدارة، وتلك مفارقة أرجو ألا تمر دون إيقاف ومساءلة وتأمل، ومبادرة التكريم التي تفضل بالتوجيه إليها ورعايتها ولي العهد - وفقه الله - تشفي نفوساً مكلومة، لأنها ذات أبعاد: تثمين لجهود المتميزين من الأناسي والأعمال، وتذكير للغافلين والمتغافلين بأن في بني عمهم مَنْ ينافس على المقاعد الأمامية في صفوف العلماء العالميين، وأننا لم نكن دولة نفط، مرت ركائبنا على آباره، فشربناه شرب الهيم، وتكريس للمتميز، من أبناء البلاد للذكر والشكر والاقتداء.
والمكرمون سبعة عشر من ثلاث جامعات، جاءت اختراعاتهم ذات أنواع مختلفة في حقول العلم، ك(العلوم الطبية)، و(الهندسية):- (المدنية) و(الكيميائية) و(الفيزيائية) و(الميكانيكية) و(البترولية). و(هندسة) (الحاسبات) و(كيمياء البترول) و(الطيران). وقد حصل كل واحد على (براءة اختراع) من أرقى الهيئات العلمية في العالم، حيث تميزوا بالتخصصات الدقيقة، وأسهموا في تطوير الحركة العلمية والصناعية والبحث العلمي، وتوجوا جهودهم بالحصول على تلك البراءات، فمكنوا جامعاتنا من اختراق أجواء المحافل العلمية الدولية، وهو اختراق له ما بعده، وليس من السهل أن يتمكن عدد من أساتذة الجامعات في المملكة من الحضور العلمي المشرف في أرقى دول العالم، مع بقائهم في جامعاتهم، يواصلون بحوثهم وتجاربهم وتعليمهم، ويستنهضون مَنْ حولهم مِنْ الزملاء، ليصنعوا مثل صنيعهم، وهذا التميز لن يكون مرتهناً لحساب جامعاتنا، ولكنه فخر لكل عربي، وبخاصة حين تذعن لهم المحافل العلمية العالمية، وتتقبل مخترعاتهم بقبول حسن، وتمنحهم راضية مطمئنة (براءة الاختراع) والبراءة لا تمنح إلا لمن تمخض تفكيره عن منتج جديد، أو طريقة جديدة: لصناعة آلية جديدة، أو تحسين منتج سابق في ذاته، أو في طريقة صنعه، ولا يتحقق شيء من ذلك بالصدفة، ولا يتأتى لكل إنسان، إنه نتيجة عمل دؤوب، وتجارب متعددة، وصبر وإصرار وثبات، ودقة ملاحظة، وصفاء ذهن، وإرجاع بصر، وعدم استسلام للرتابة والنمطية، إنه فعل استثنائي من رجال استثنائيين، ومثل هذا الإنجاز يعد إضافة متميزة في عالم التقنية والطب والهندسة ومجالاتها، وإسهاماً متميزاً في بناء الحضارة العالمية.
والنبوغ ليس وقفاً على جنس دون آخر، إنه موهبة وأجواء، تسهم في تفعيل القدرات، وتكريس المهارات، والجنس العربي كأي جنس إنساني له نصيبه من المواهب التي ترقب الحواضن، لتندلق كما العبق: زكاءً ونماءً، والعبقرية العربية كامنة في أدمغة الموهوبين، وتخلف الأمة العربية عارض، وليس خليقة وما يمارسه بعض الكتبة الغربيين من التيئيس والإحباط والتعالي والقول بنهاية التاريخ، والتشبث ب(نظرية الأجناس) إن هو إلا حيلة غبية، لمنع الأمة من تكريس وجودها وحملها على التسليم وقبول التخلف، وكل ما تحتاجه كوامن الإمكانيات في الذهن العربي محفزات وحواضن، والتكريم من لدن (ولي الأمر) مؤشر إيجابي، وإذ لا نستغرب التكريم، لا نستغرب معه النبوغ، فالطرفان يستلهمان عقيدة متوازنة، تأمر بإعداد القوة، وتنهى عن نسيان أنصبة الدنيا، وتحث على السعي في مناكب الأرض، وتبيح الانتشار لطلب الرزق، والتاريخ الحضاري للإسلام شاهد إثبات، تجلَّى ذلك في (سير أعلام النبلاء) و(طبقات الأطباء) و(نوابغ العرب)، فلقد كانت للحضارة الإسلامية تجاربها العلمية، التي سطعت على الغرب والشرق وأضاءت سبحاتها آفاق المعمورة، لأنها كوكب دري يوقد من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية، وكثيراً ما يتداول الكتاب والمحللون عجز الأجواء العربية عن تفجير المواهب، وشد أزرها، وتهيئة الظروف المواتية لاستغلال طاقاتها، واستثمار قدراتها، وكثيراً ما يتداول الممتعضون ظاهرة (هجرة الأدمغة) إما عن طريق الإغراءات المالية، أو عن طريق توفير الأجواء الملائمة للنوابغ، وتحت تأثير عوامل الطرد والجذب. والكتب التي ألفها المفكرون عن ظاهرة الهجرة تنضح حسرةً وألماً، فالكفاءات العلمية تسهم في بناء حضارة الضد، فيما تعيش دولهم عالة على لعاعات يعقبها المنُّ والأذى، ولو أن رعاة التعليم العالي في الوطن العربي فكروا وقدروا، لكان أن طوروا المناهج والوسائل والمقرات والمقررات، وامتصوا نسغ الحضارات، وبنوا كما كانت أوائلهم تبني، وصنعوا فوق ما يصنعون، وليس هناك ما يمنع من استئناف التفكير والتقدير، فما زال في الزمن بقايا لتدارك الأمر.
ومبادرة (ولي العهد) وتكريمه للموهوبين تخفف من حدة النقد الموجه للأجواء العلمية في العالم العربي، وتحفز القادرين المترددين، وهي في النهاية إذكاء للحماس، وشد للأزر، وحفظ للساقة، وريادة للمقدمة، وعيبنا أننا ننطوي على كثير من الإمكانيات، ولكنها حبيسة الأروقة الجامعية المحلية، لا يعرفها إلا القلة القليلة، والرأي العام في معزل عنها، والذين يملكون الحديث عن التعليم، يوسعونه ذماً، ويستحثون الجهات المعنية على قلبه رأساً على عقب، وما أحد منهم أشاد ببعض التجليات، ومع الإيمان بحتمية التطوير والتجديد والحذف والإضافة والتقديم والتأخير، إلا أن ذلك يجب أن يكون طبعياً، وغير مسبوق بالذم والتجريح والإدانة، وتحميل التعليم مالا يحتمل من الاتهامات، إننا نتطلع إلى إرادة قوية، ذات عزمات، لا يقعد بها القمع، ولا تهن بالتردد، ولا تحزن بفوات الركب.
والدول المتحضرة لا تحتبس العمل الجامعي في الأروقة، ولا تعتمد الحشوية والتلقين، إن الجامعة مدينة فاضلة، فيها المعمل والمصنع والمختبر والمكتبة والساحات والصالات وكل متطلبات الأجواء العلمية، أو هكذا يجب أن تكون، إنها منارة تضيء عتمات الطريق، ومصنع تمد المجتمع بما هو في حاجة إليه من علماء وأدباء ومفكرين وأطباء ومهندسين وغيرهم، ومتى انفصل التعليم عن خطط التنمية، وقعت الأمة في غزارة الإنتاج وسوء التوزيع، وارتباط رجالات الدولة بالجامعات، ودعمها، والتحسس عن حاجاتها، والأخذ بيد الكفاءات المتميزة من رجالاتها مؤذن بنجاحات متعددة، وذلك ما نراه ونعايشه بين الحين والآخر، فمثل هذا التكريم ليس مجرد مناسبة احتفالية، تنطفئ مع انطفاء أنوارها واقتلاع سرادقاتها، وإنما هو مؤشر وعي بأهمية المحفزات لمزيد من العطاء، وتلك الأحداث الحضارية في الزمن المسكون بالانكسار، يجب ألا تمر كأي حدث استهلاكي، بل لابد من التنويه والإشادة والاستثمار، فالتعامل معها لا يقف عند حد الثناء، وإنما يتجاوز ذلك إلى التساؤل، ومعرفة المتألقين من أبناء البلاد، وتكريسهم في الذاكرة، فنحن من قبل لا نعرفهم، ولا ندري ما العلم الذي أسهموا في تطويره، وهم قابعون وراء أجهزتهم ومعاملهم ومختبراتهم، يجودون بكل ما يملكون من جهد ووقت ومال، لتكريس حضورنا في المشاهد العلمية العالمية، إن الإشادة والتكريم لكفاءات الوطن فرض عين على كل مقتدر، ونهوض (ولي الأمر) به، يسقط شطراً منه، ويبقى حق الإشادة باللسان والمحبة بالقلب لكل من منح أرضه وأمته ما يقدر عليه من عطاء، وإذا لم يكن عندنا خيل نهديها ولا مال نجود به، فلا أقل من أن نضج بالإشادة، وذلك أضعف الإيمان، وكل مواطن على ثغر من الثغور، متى حفظه، كان مجاهداً جديراً بشرف المواطنة، غير أن (فقه الأولويات) يجعل هؤلاء في رأس القائمة، ومن أحسن فعلاً ممن تخطى بأمته إلى عتبات التاريخ العلمي الحديث، وأشاع ذكرها في المحافل العلمية العالمية.
والتكريم الذي ناله المتميزون في عملهم الأكاديمي محفز قوي للتنافس الشريف بين الجامعات من جهة، وبين أعضاء هيئة التدريس داخل أروقة الجامعة الواحدة من جهة أخرى، وإذ اقتسمت المجد ثلاث جامعات هي:- جامعة الملك عبد العزيز- و جامعة الملك سعود- و جامعة الملك فهد، فإننا نرقب المزيد، ونتطلع إلى التنافس الشريف، وليس هذا العدد من المخترعين محصوراً في إطار مخترع واحد، وإنما لكل واحد من السبعة عشر اختراع علمي مسجل في الولايات المتحدة أو في أوروبا، وكم كنت أتمنى أن يكون ل(مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) دور أكبر تفعيلاً للدعم والدعاية والتبني والتشجيع وإشاعة بوادر التفوق والمتابعة، وبسط ذلك في دوريات تصل إلى المختصين والمسكونين بهم وطنهم، ولن أبيح لنفسي أن أكون شاهداً لم ير شيئاً، ولن أسمح لقلمي بالقول بأن الجهل بالشيء علم بالعدم، فكم في مؤسساتنا من إيجابيات لا نعلمها، ولما كان النوابغ في العالم بحاجة إلى أجواء ملائمة، لاستغلال نبوغهم، وبحاجة إلى دعم مادي ومعنوي، يشد من أزرهم، ويذكي حماسهم، ويحفظ حقوقهم المادية والمعنوية كان على كل مؤسساتنا شطر من المسؤولة قل أو كثر، فالأمة العربية مشروع حضاري، يرقب من يتلقف رايته باليمين، ليخوض به معترك التسابق العلمي المحموم.
والتكريم ظاهرة حضارية، ومفردة من مفردات الدعم المتعدد، والدولة حين تعيش حضوراً فاعلاً في مثل هذه الأجواء، تبعث الثقة والدفء في نفوس الصفوة من الكفاءات الوطنية، وتشعرهم بأن هناك مَنْ يرعى، ويبارك، ويدعم، وما نتطلع إليه أكبر وأكثر، وفعل الدولة المباشر أو من خلال مؤسساتها المعنية جزء من مسؤوليتها، فما نريد من الشكر والثناء أن نثبط العزائم، ولا أن نلهي بالمدح، ولكننا نشيد بالفعل المتميز من كل الأطراف، ونستحث المسيرة، ونرقب مزيداً من المبادرات، وبسط الأيدي بالعطاء، وكم نود أن يتوفر الوعي الحضاري والإحساس الديني والوطني لدى (رجال الأعمال) و(المؤسسات الاقتصادية)، بحيث يكون هناك تبنٍ ورعاية ودعم لنوابغ آخرين ومجالات أخرى، وإذا كان الأثرياء سباقين إلى مجالات العطاءات التقليدية: كالصدقات العينية، وبناء المساجد، ورعاية الأسر، ودعم الجمعيات الخيرية فإن هناك واجبات أخرى، لا تقل أهمية عما سبق، فالإسلام يحث على إعداد القوة: الحسية والمعنوية، والأمر كما هو عند الأصوليين يقتضي الوجوب وهل هناك في مجال القوة ما هو أهم من الاكتشاف العلمي؟ الذي يغني المسلمين عما سواهم، ويمكنهم في الوقت نفسه من خدمة الإنسانية، والإسهام في صناعة الحضارة، ولهذا فليس بكافٍ دعم الدولة لمثل هذه المناحي العلمية، إذ إن هناك فريضة غائبة، مع إمكان حضورها، تتمثل بدعم (رجال الأعمال) للبحث العلمي، ورعاية الموهوبين، وكيف يترددون؟ والدعم يعد من الإنفاق في سبيل الله، حتى لقد نظر كثير من الفقهاء إلى هذا الصنف الأوسع، بحيث شمل أعمال البر التي تنفق في سبيل الله، فبناء الملاجئ، وعمارة المساجد، وطباعة الكتب، ودعم الجمعيات والمنظمات والمراكز الدعوية، ورعاية الموهوبين، والإنفاق على بحوثهم، ورعاية المخترعين، وتفريغهم، وتوفير المعامل والمختبرات، كل ذلك مع النية الصالحة والمقصد الحسن يعد من الإنفاق في سبيل الله، لأنه من القوة والعلم، إن على أهل الدثور أن يشدوا عضد المقتدرين علماً وفكراً ومهارةً، وأن يؤازروا دولتهم في الدعم الحسي والمعنوي، وعليهم أن يعرفوا أن الأقربين أولى بالمعروف، إذ لا نريد لنهضتنا أن تكون قلاعاً من الخرسانات، ولا طرقاً من الأسفلت، ولا نفطاً يترفنا حتى نؤخذ بالعذاب، بل نريدها إنساناً منتجاً، يشاطر العالم في صناعة الحضارة، وبإعداده تستطيع الدولة أن توازن بين مصادر الثروة القومية.
وليس من اللائق ولا المقبول أن نذكر أثرياءنا بأثرياء الغرب الذين ينفقون أموالهم بسخاء على مثل هذه المجالات، ويوصون بالإنفاق على التجارب العلمية ورعاية العلماء، إذ يجب أن يكون أهل الدثور من المسلمين كمن سلف يذهبون بالأجور، وأن يكونوا قدوة للآخرين، وأن تتسابق المؤسسات والشركات والأعيان في تمويل المعامل والمختبرات والتجارب، وليس من الصعب اضطلاع (البنوك) و(الشركات) و(رجال الأعمال) بمثل هذه الأمور، وما دام بين أظهرنا نوابغ وموهوبون وباحثون ومكتشفون، فإن واجب الجميع احتضانهم، وتسهيل مهماتهم، وحفظ ساقتهم، وبذل المال لهم، وتهيئة الأجواء المناسبة لمزيد من عطاءاتهم، وقد بادرت الدولة بإنشاء مؤسسة لرعاية الموهوبين، وشرفتها بنسبتها لباني هذا الكيان ولرجاله، وبدت بوادر ثمارها، وتلك المؤسسة أحوج ما تكون إلى الدعم والمؤازرة، لقد شرع الإسلام (الأوقاف) وهي ممتلكات يحبس أصلها، وتسبل منافعها، وليس أجدى ولا أهدى للأمة من عبقري ينطلق في الآفاق أو في الأنفس، ليرى آيات الله، ويحقق من خلال ذلك ما فيه عز للإسلام والمسلمين.
وإذا كان الغرب قد سبقنا بالاكتشافات، وهيأ الأجواء الملائمة للبحث العلمي، رعايةً وتشجيعاً وإنفاقاً وتكريماً واستكمالاً لمتطلبات النابغين فإن بقاءنا خارج المتن، وانتظارنا لإنجازات العالم العلمية يعد من الإبطاء، ومن بطأ به عمله لم يسرع به ادعاؤه، وكم هو الفرق بين العصامية والعظامية، ونحن في النهاية أبناء حاضرنا، ولسنا أبناء تاريخنا، لا نقول: كان آباؤنا، بل يجب أن نقول: ها نحن، وواجبنا جعل هذا التكريم مدداً لتحرف سليم، يُعزُّ فيه أهل النبوغ والعبقرية وتُحفَّز به الهمم الخائرة، والعيب ليس في أن تأتي متأخراً، وإنما هو في ألا تأتي، وواجبنا ألا يستمر الإذعان لهذا السبق غير المبرر. وإذ نبدئ ونعيد الشكر والتقدير لكل من وضع لبنة في صرحنا المعرفي، وكرس حضورنا في المحافل العلمية العالمية، نصل ذلك لكل نابغة يدوك ليله، ويحفد نهاره، لرفع رأس أمته، ناسياً ذاته في سبيل مصلحة الأمة الإسلامية، ولما أن كانت (وزارة التعليم العالي) ورجالاتها ممن فعل الخير أو دل عليه، ورعى الاحتفالية فإنها الأحق بالشكر، لقد مرت هذه المناسبة دون استثمار، ولأنها من الباقيات الصالحات فقد كان لزاماً على الأدباء والمفكرين والإعلاميين ركوب موجتها، واستنهاض الهمم واستدرار العواطف الدينية والوطنية للمبادرات الصالحة، والتخطي بأعضاء هيئة التدريس من التكريم إلى التكريس.
|