الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان إرادة قوية جداً ولكنها في النهاية محكومة بمشيئة الله، بمعنى آخر: الله سبحانه وتعالى وضع أسباباً في هذا الكون توصل الإنسان لما يريد، قال تعالى {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} الخطاب هنا موجه لذي القرنين عندما جعل بينه وبين يأجوج ومأجوج سداً.. كما هو موضح في الآية.. والسد هنا هو هدف ذي القرنين، حصل على ما يريد وفقاً للسبب الذي بذله، وبتأكيد مباشر من الله سبحانه وتعالى، على أهمية السبب.
شاهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً في المسجد يدعو الله باستمرار بأن يرزقه دون أن يعمل شيئاً، فقدم إليه عمر بن الخطاب.. وقال له: (قم فاعمل فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة). إشارة إلى أن يبذل السبب ثم يدعو الله.
مرة شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً عابداً لا يعمل، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم من يطعم هذا؟ فقالوا له: (أخوه يأتي له بالأكل). فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أخوه أعبد منه).
المشكلة هي عوائق ذهنية نظن أننا لا يمكننا تجاوزها تشوه مفهوم الأسباب في نظرنا.. في حين لو وعينا مقدار ما يملك الإنسان من طاقة عالية (أودعها الله فيه) على التغيير لأمكننا تهشيم العوائق الذهنية والانطلاق نحو أهدافنا.
قضيتنا: في بيئتنا العربية التي لا تقيم وزناً للعمل كقيمة وكسبب تحيل إلى تجاهل معلن.. في حين الغرب يحتفل بهذه القيمة علنا.. المبدع هناك يصفق له الجميع.. أما المبدع في بيئاتنا العربية فلا يصفق له سوى (أمه)!!!!!!
|