في مثل هذا اليوم من عام 1944شن طيار انتحاري ياباني (كاميكاز) هجوماً على المدمرة البحرية الأمريكية (ناشفيل) مما أسفر عن مقتله بالطبع ومقتل 138عسكريا أمريكيا، وكان سلاح الكاميكاز أو الطيارون الانتحاريون اليابانيون من أشرس الأسلحة التي استخدمها اليابانيون في الحرب العالمية الثانية وألحق خسائر هائلة بالقوات الأمريكية في تلك الحرب. وكلمة كاميكاز اليابانية التي دخلت لغات العالم تعني باللغة اليابانية (الريح الإلهية). وقد ظهرت أول ما ظهرت عام 1281عندما تعرضت الأراضي اليابانية لغزو المغول بقيادة الإمبراطور المغولي كوبلاي خان. وكانت قوة المغول هائلة بحيث لم يكن في مقدور اليابانيين التصدي لها، ولكن إعصاراً هائلاً ضرب الأراضي اليابانية في ذلك الوقت فدمر الجيش المغولي بالكامل وحمى اليابان من الوقوع في براثن الغزو وأطلق اليابانيون على هذا الاعصار كلمة (كاميكاز) أو (الريح الإلهية).وعندما دخلت اليابان الحرب العالمية الثانية ضد الولايات المتحدة بالهجوم المدمر على الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربور بجزر هاواي في المحيط الهادي عام 1941عادت الروح إلى تعبير الكاميكاز في اليابان عندما أصبح سلاح الجو من الأسلحة الرئيسية في المعارك، لم يلجأ اليابانيون إلى الهجمات الجوية الانتحارية ضد الأهداف الأمريكية في البداية ولكن مع اقتراب الحرب من نهايتها وزيادة الضغط العسكري الأمريكي على اليابان ظهرت مجموعة الطيارين اليابانيين المستعدة للتضحية بأرواحها من أجل تحقيق النصر لبلادها بشن هجمات جوية انتحارية على الأهداف الأمريكية وعادت معها كلمة الكاميكاز أو الريح الإلهية.وتؤكد الوثائق اليابانية والمستقلة أن جميع الطيارين اليابانيين كانوا على استعداد لتنفيذ أوامر شن هجمات انتحارية ضد الأهداف الأمريكية دون نقاش. ورغم أن السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان بعد قصفها بالقنابل النووية الأمريكية شهدت محاولات منظمة للتقليل من قيمة طياري الكاميكاز وتصويرهم باعتبارهم أشخاصاً فاقدي العقل والتمييز ومستعدين لتنفيذ الأوامر بصورة عمياء، فإن السنوات الأخيرة تشهد محاولات جادة لإعادة الاعتبار لهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلادهم.
|